وضحة المضف تستنكر ملاحقة الرأى وتتهم الحكومة بأنها لم تعد تمتلك إلا العنف

زاوية الكتاب

كتب 2354 مشاهدات 0



الراى


الرسم الكلمات / ملاحقة الرأي... انتهاك للدستور


إن ملاحقة الرأي التي طفحت على الساحة السياسية لا تدعو للدهشة فكل شيء أصبح متوقعاً في ظل صراع تجار السياسة والنهج الحكومي الانتقائي في ملاحقة الرأي، وانتقائية النواب وازدواجية المبدأ في التعاطي مع قضايا العامة التي دفع ثمنها وسيدفعها بالمستقبل الوطن والمواطن. ولكن ثمة أمر يدعو للدهشة... حين يتم إقحام القيمة الوطنية للدولة في الصراع السياسي، وتتم ملاحقة أصحاب الرأي، ليس لتفعيل القانون بل للانتقام والتشفي والترهيب «فما ربحت تجارتهم»، فحرية الرأي مكفولة حسب نص المادة 36، ويأتي القضاء الكويتي ليطرز كل صباح من تاريخ هذا الوطن حقبة تاريخية من الحرية المسؤولة، وتأتي العبارة الساطعة بنور الحق وسط قاعات التحقيق «أن العبارات لا تندرج في المحظور الذي يعاقب عليه القانون وإنما كانت من باب حرية الرأي والتعبير التي أجازها الدستور والقانون»، تلجم كل فاجر بالخصومة قائلة له نحن لا نقبل الأيدي ونهز الأذناب على أبوابكم، بل نصدح بالحق ولا نخاف بالله لجان التحقيق...
باختصار هناك من يتآمر على الكويت بزج الناس بصراعات سياسية مفتعلة، وبات واضحا أن الحكومة لا تملك إلا العنف بوسائل مختلفة، فكيف يكون الوثوق بهؤلاء وهم يقامرون بالوطن وأبنائه ويعتقدون أنهم يقدمون خدمات جليلة، وإن صح التعبير ما هي إلا خدمات جليلة لمصالحهم، ولا أعلم هل غايتهم أن يجعلوا الشعب ينام طول الوقت ليعربوا كما يحلو لهم لكي لا نراهم وهم يحملون الديناميت السياسي ليفجروا به البيت الكويتي الواحد بحجة ملاحقة الرأي؟ وإلا ماذا نسمي رصد الرأي في هذه الفترة تحديدا أليست هي زعزعة للوحدة الوطنية ومحاولة لخلط الأوراق؟! وكلمة حق لابد أن تقال... فمن يزرع الريح سيحصد العواصف، ومن يعرضوا الوطن لهزات فنحن يجب من نقاضيهم لا هم!
في يوم الأربعاء الموافق 26/10/2011 تلقيت الاستدعاء الأول للتحقيق معي في ما هو منسوب لي من مساس بحق بعض القيادات في الدولة «رئيس الحكومة» على حسابي في موقع التواصل الاجتماعي «التويتر»... يا سلام! انصتوا هناك من يزايد على وطنيتي ويتهمني فجورا بالانحدار اللفظي، وأتحداه أن يثبت واقعة سب أو شتم واحدة، ويبدو أنهم نسوا أو تناسوا أني بنت الكويت، ومعروف من هم أجدادي وآبائي، وقد تربيت على: كونوا أوفياء ولكن صرحاء، عذرا ليس هذا مكاناً للتفاخر بالأنساب بل للتذكير فقط، فنحن عندما ننتقد لا ننتقد شيئاً لذاته بل ننتقد لنكون أفضلا... وأنا شخصيا عندما أكتب لا أكتب لأعكس واقعا فقط، بل أكتب لإصلاح الواقع والارتقاء به... لحظة، نسيت! نحن لسنا ضد لجان التحقيق، التي كلنا نعلم أنها ولدت ميتة ومن دفعوا لتنصيبها لم يكونوا مقتنعين بها أصلا، ولكني ضد التعسف والفجور بالخصومة، وأود أن أهمس همسة بأذن ذاك المتخفي، اقترب... لماذا لم يتم تحويلي لجنح الصحافة أم أن لحم مالك «الراي» سام وتخشون عضه، وأصدقك فإن لحومنا سامة أيضا فلا تجربوها... أخذت شهيقا عميقا، وطلبت بكل ما أقدر عليه من أدب وهدوء واعتبار... أعطوني مهلة للرد بعد عيد الأضحي.. لكن لم يتم منحي المهلة المطلوبة وضربوا ظرفي الصحي السيء بعشر حوائط... «أأأص! أسمعهم يقولون لا تعنينا آلامك» يارباااه هناك من لا يحسن الفكر ولا الفكرة يريد أن يلعب لعبة قرص الاذن مع أصحاب الرأي ويا له من عبء علينا نتحمله ونحن ندفع بلدنا بصعوبة إلي الأمام خطوة خطوة، وهناك من يدفعها للخلف بأقصى سرعة، وأنتم تعلمون يا سادة ان أفضل ما يفعله الانسان هو تقديم جهده لأرض الجميع الكويت، فتسليط الضوء على الفساد لقطع دابره والنضال من أجل الحرية والديموقراطية هو عمل يرهق ويتعب وينهك كل شيء حتى العظام الشابة، إنه عمل قاسٍ ومرعب وعلى الأغلب قاتل «اللهم أخرجنا من بينهم سالمين».
يوم الخميس الموافق 3/11/2011 مثلت أمام لجنة التحقيق للمرة الثانية بكل فروسية، وحقيقي أستغرب من إخضاعي لجلسة استنطاق حول كتاباتي وآرائي السياسية وميولي الفكرية، وعن اسم الصحيفة التي أكتب فيها، والاستدعاء كان بخصوص تغريداتي في «التويتر» وما هي إلا محاولة مكشوفة لترهيبي ومنعي من الكتابة ولن يفلحوا... فلجان التحقيق هذه عادة ما نسمع عنها في البلدان ذات الأنظمة القمعية، وإنه من الخطورة بما كان كما أسلفت إقحام القيمة الوطنية للدولة في الصراع السياسي، وهم بكل خفة يستغبوننا ويتباهون بعشقهم للدستور، وفي الوقت ذاته يقزمون الرأي وينتهكون الحريات مثلهم كمثل الذي يريد المطر والبَرَدَ من دون البرق والرعد... قبل أن أضع القلم الذي يودون كسره «إذا أردت أن تعرف قيمة أي بيت فانظر إلى رجاله»، وعلى ما يبدو أن ذاك الرجل المتخفي الجبان بدرجة لا توصف الذي يحرك خيوط اللعبة السياسية «ولن يفلح بشيء»، لن يهنأ إلا بعد أن يرى كويتنا رمادا تزورها الرياح، وأذكره بالمقاتل الشعبي فِريد هاريس القائل «لا يمكنك أن تنال حركة عظيمة من دون الجماهير»، وأنا أقول لذاك المتخفي... الحركات التي تقوم بها لتكميم الجماهير خطيئة لا تغتفر وسيبصق عليها التاريخ على متن صفحاته.
فهل تستدرك الدولة أمرها وتستبدل أشباه الرجال بأعقل الرجال وتغربل المرحلة بالسرعة الفائقة؟!


وضحة أحمد جاسم المضف

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك