التجنيس السياسي هو ما يستحق استجواب الحكومة، برأى حسن علي كرم

زاوية الكتاب

كتب 1117 مشاهدات 0



الوطن

للدعاة أيضاً الجنسية…!!

حسن علي كرم
من حيث المبدأ لا اعتراض على التجنيس للمستحقين فهذا حق قانوني واخلاقي وديني وسيحاسب الله الدولة والمسؤولين والمواطنين اذا امتنعوا أو اعترضوا على التجنيس المستحق، وارجو ان يكون ذلك مبدأ ثابتا من ثوابت المجتمع والدولة والقانون، فالله لا يرضى بالظلم.
ولكن الجنسية في الكويت لا تمنح على اساس اخلاقي أو قانوني أو ديني وانما اغلقت على محجة السيادة، والسيادة هنا كلمة فضفاضة لا حدود ولا معنى قانونياً أو منطقياً لها، وانما السيادة في المنطق الكويتي معناه المزاج أو بالمعنى الآخر (كيفنا) ولو كان ثمة احترام أو تقيد لقانون الجنسية لما فاق عدد الكويتيين في بضع سنوات المليون وفي بضع سنوات مقبلة قد يصل عددهم المليونين الامر الذي قد ينذر بانفجار سكاني رهيب لا طاقة للبلاد على استيعابه، خاصة في ظل الريعية والبلادة السياسية وعدم تنوع الدخل كل ذلك وغيره يجعل من الصعب توقع مستقبل آمن ومستقر لا تشوبه المنغصات والمشاكل والصعوبات.
في الدول المتقدمة والدول التي لا تعتمد على الريعية من ابسط الامور الحصول على الجنسية، ولكن من اصعب الامور العيش دون المكابدة والعنت، فهناك مبدأ اسمه ادفع لكي تعيش، فالضريبة على سبيل المثال الغول الذي يلهف ثلث أو يزيد من ايراد الفرد، والتعليم ليس في كل المراحل مجاني وكذلك التطبيب يقوم على اساس الضمان الصحي أي الدفع مقابل الحصول على العلاج.. خلاصة القول الجنسية في تلك البلدان تمنح للوافدين على اساس اقتصادي وتعظيم الايراد، اما هنا فما نصيب الدولة من ايراد المواطن؟ وبناء عليه نتساءل لماذا يتهافت المتهافتون على الجنسية الكويتية..؟!!
كنا وما زلنا وسنبقى نتمنى ان نصدق ان الجنسية الكويتية صعبة المنال، لكن الواقع يتناقض وتلك الامنية أو الاماني، فالجنسية الكويتية تمنح بـ «الكود» تعال وشيل فإن كنت منتميا لحزب سياسي أو تيار ديني أو عرق قبلي أو طائفي أو تهرول خلف بشت نافذ فأنت في نعيم والجنسية في جيبك، واما اذا انت لا منظر سياسي أو دعوى أو لا ينبض فيك عرق قبلي أو لا تهرول خلف بشت نافذ فلا تأملن حصولك على الجنسية حتى وإن كنت مستحقا وينطبق عليك القانون وكافة الشروط المطلوبة وحتى وان كنت مبدعا في عملك او كنت عالما في الذرة او في علم الفضاء او في اختصاصات الطب والفنون او الرياضة حتى وان كانت سيرتك الذاتية بيضاء نقية من غير سوء!!
إذا كانت ثمة مسألة استحقت عليها استجواب الحكومة فهي مسألة التجنيس السياسي والتجنيس الذي ليس على اساس الاستحقاق او ما يسمى التجنيس العشوائي. ولكن من يجرؤ وكلهم على رؤوسهم بطحات لا بطحة واحدة كلهم مدانون ومتهمون بالتوسط لأناس قد لا يستحقون الجنسية لكنهم منحوا بالواسطة.. اين اصحاب الحناجر العالية والضمائر النظيفة من العبث في التجنيس خاصة التجنيس السياسي والتجنيس على اساس الترضية، فكيف لا يكون تجنيسا سياسيا عندما يبشر رئيس الوزراء بجلالة قدره فلانا حصوله على الجنسية؟! ما هذا التواضع يا مولانا، هل هذا الوحيد الذي استحق حمل شرف الجنسية، فإذا كان صاحبنا هذا مقيما في الكويت قرابة الاربعين عاما فهناك مولودون في الكويت أبا عن جد لكنهم محرومون من الجنسية، فأي استحقاق وأي قانون هذا الذي يمنح لمن لا يستحق، ويمنع عن من يستحق…؟!!
واحد جاي من ديرته ويحمل جنسيتها، وهو يعتز بديرته ويعتز بجنسيتها، وواحد مولود على هذه الارض، لا يرضى غيرها بديلا لكنه محروم من جنسيتها، ايهما يا سيدي احق بالجنسية..؟!!
صدق من قال: ديرة واسطات…!!

حسن علي كرم

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك