زايد الزيد يكتب عن تونس، وتجربتها الإنتخابية بعد الثورة ؟!

زاوية الكتاب

كتب 783 مشاهدات 0

من الأرشيف


 

تونس التجربة

زايد الزيد

يترقب العالم اليوم بطوله وعرضه  ، بحذر يخالطه الاعجاب ، ما سيفعله التونسيون في أحوال دولتهم ، سيراقب العالم اليوم التونسيين كيف سيتصرفون في ادارة الدولة ؟

نعم العالم كله أظهر اعجابه في ثورة التونسيين ، التي ولدت تاليا ثورات عربية ، أسقطت أعتى الديكتاتوريات ، التي تسيدت في المنطقة عقودا عديدة . لكن هذا شئ وبناء الدولة شئ آخر ، لذا دائما يقال في ادبيات علم السياسة أن الفرق كبير جدا بين منطق الثورة ومنطق الدولة !

التونسيون انهوا تجربة الانتخابات التشريعية بنجاح كبير ، وهذا أمر يسجل لهم باقتدار ، فالحملات الانتخابية كانت منظمة ، واللغة السياسية المستخدمة كانت راقية ، والسلوك الانتخابي كان أرقى ، وكأن المتابع للحالة التونسية في الانتخابات التشريعية ، أمام دولة من العالم المتقدم !

وحتى بعد ظهور النتائج ، كانت الأجواء في غاية الانتظام ، فالدولة التونسية الجديدة شرعت الأبواب للمنظمات الدولية المعنية بمراقبة الانتخابات ، في خطوة تعكس شعور الثقة العالية بالنفس ، لذا فمن الطبيعي ان العالم لم يشهد نزاعا تونسيا يشكك في النتائج !

 وتونس تشهد اليوم فترة سياسية مهمة ، سيسجل التاريخ لاحقا انها من اهم فتراتها السياسية في تاريخها السياسي الحديث ، ذلك ان هذه الفترة سيترتب عليها تأطير شكل الدولة التونسية بعد ثورتها المجيدة الرائدة.

فالفترة الحالية ، فترة تشكيل الحكومة التونسية ، بنقاشاتها وحواراتها وتحالفاتها وتآلفاتها ، هي التي سترسم نجاح الثورة أو فشلها ، هذه الفترة هي التي سيعرف العالم كله من خلالها ان كان التونسيون استفادوا من دروس تجربة النظام الشمولي الذي شيده بورقيبة ، وبالغ في تكريسه الرئيس المخلوع بن علي ؟

العالم اليوم كله يترقب شكل الاتفاق الذي سيخرج به التونسيين في أول حكومة تفرزها انتخابات ديمقراطية  بتاريخ الدولة التونسية ، ومن بعد هذا سيترقب الجميع بشكل أدق مسارات هذه الحكومة في قيادة الدولة ،  وعلى هذا الشكل ، وبتلك المسارات، أزعم أن منطقتنا العربية ، ستتمثل بالتجربة التونسية ان كان نجاحا أو فشلا !
وللحديث بقيةً..

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك