السياحة الداخلية في دبي تعاني من مشاكل سوء إدارة يوضحها علي العامودي
الاقتصاد الآننوفمبر 8, 2011, 11:24 ص 595 مشاهدات 0
في مواسم الأعياد والإجازات الطويلة، يلمس المرء معاناة شرائح واسعة من الناس في قضاء العطلة داخل الدولة، وذلك لسبب جوهرى يتعلق بارتفاع كلفة قضائها محلياً، مقارنة بالسفر إلى الخارج. وفي يوم واحد مر أمام ناظري إعلانان، الأول لقضاء أربعة أيام وثلاث ليال في عاصمة شرق أوروبية بألفين وثمانمئة درهم، شاملة الإقامة في فندق أربع نجوم مع الإفطار، وأي ليلة إضافية لا تتجاوز280 درهماً للغرفة للفرد الواحد.
وبالسعر نفسه تقريباً لقضاء الفترة نفسها في مدينة اسطنبول التركية. وهذان مجرد مثالين مقابل العقبة التي تحول دون قضاء الأسر لبعض من إجازاتها داخل البلاد. خاصة أن الطقس معتدل وربيعي يشجع على الخروج والإقبال على المنتجعات في العديد في إماراتنا. ولكن يبدو أن هذه المنتجعات تفضل استقطاب الأفواج الخارجية، لذلك نلاحظ أن جل حملاتها الترويجية في الاتجاه الخارجي.
ذات مرة حدثني صديق ألماني كيف استفاد من عرض لمنتجع شهير في دبي، شمل تذكرة السفر من بلاده والعودة مع الإقامة أسبوعاً والإفطار. عندما اتصلت مستفسراً عن العروض المحلية الخاصة بذلك المنتجع، وجدت أنها لا ترقى حتى إلى ربع ما يقدم في العروض الخارجية. حاولت أن أسمع تبريراً علمياً أو تجارياً يمكن أن يفسر لنا هذا الاختلاف الهائل في الأسعار للنزيل المحلي أو ذلك القادم بالطائرة، فلم أسمع سوى كلمات مبعثرة لا تقدم أو تؤخر. مسؤول مبيعات في أحد فنادق الخمس نجوم حاول أن يقنعني بأن السلسلة الفندقية التي يعمل فيها تفضل المجموعات الأجنبية، لأنها تفد في شكل مجموعات أو “جروبات” بأعداد كبيرة ولفترات طويلة، يضمنون معها نسب إشغال عالية لغرفهم.
وهذه العروض تتزامن مع أوقات الإجازات والعطلات المحلية نفسها، وبالتالي لا تفضل هذه الفنادق طرح تلك العروض محلياً. هذه العروض التي تكون سخية جداً في الصيف حيث يتراجع إقبال المجموعات القادمة من الخارج. وهي الفترة ذاتها التي تشهد سفر المواطنين والمقيمين لقضاء الإجازة الصيفية في الخارج.
وبالتالي لا أحد يستفيد من هذه العروض. حتى المهرجانات التسويقية التي تجري في الصيف لا يستفيد من عروضها إلا الزوار القادمون من الخارج. ارتفاع أسعار الفنادق دفع بشرائح من الأسر للإقبال على الشقق الفندقية، وهذا القطاع كثير من منشآته تفتقر للتقييم الصحيح، حيث تجد أن الأسعار التي تفرضها للمبيت لا تتناسب مع مستوى الخدمات التي تقدمها. والشقق الراقية منها أسعارها تكاد تقترب من فنادق الخمس نجوم. هذا الواقع غير خاف على أحد، وهو الذي يدفع الكثيرين لاختصار زيارته لمدن الدولة التي يقصدها بين فترة وأخرى.
وهو واقع يدعونا مجدداً لتذكير الهيئات المسؤولة عن السياحة للاهتمام بهذا الأمر، ووضع ضوابط لتشجيع السياحة الداخلية، وإعداد البرامج الكفيلة باستقطاب سياح الداخل، الذين يتطلعون للاستفادة من وجود هذه المنشآت السياحية والمنتجعات الراقية في البلاد، ومع هذا لا يشاهدونها إلا في الأفلام الترويجية والدعايات. وهي تطلعات مشروعة، وتسهم في ازدهار القطاع السياحي الذي حظى باهتمام ورعاية القيادة الرشيدة.
تعليقات