استجواب الحربش، برأى حسن عباس خطأ طائفي أو تُشم منه هذه الرائحة

زاوية الكتاب

كتب 1353 مشاهدات 0



الراى

د. حسن عبدالله عباس / استجواب الحربش: خطأ طائفي

بصراحة ومن غير مواربة ومن غير لف ودوران، من غير أي عنوان للتغييب الفكري أو السياسي، من غير أي تدليس أو تزييف للحقائق، من غير أي شي آخر سوى هدف واحد للمعارضة وهو إسقاط الحكومة. فالمعارضة كررت هذا الكلام مرات ومرات حتى أصبح هدفها الوحيد حالياً هو الضغط بأي شكل من الاشكال لتنحية سمو رئيس الوزراء عن منصبه مهما تكلّف الأمر.
أليس هذا معروفاً سلفاً؟ إذاً ما مناسبة استجواب الحربش الموجه لوزير الاوقاف؟! تكتل التنمية والإصلاح المنضوي وبتحالف قوي مع الشعبي وغيرهم من النواب تحت مظلة جديدة باسم «كتلة المعارضة»، هذا التكتل الاسلامي أعلن عن انضوائه تحت لواء «المعارضة» لغرض إسقاط الوزارة وتنحية سمو رئيس الوزراء وذلك بإجهاد الوزارة بالأسئلة البرلمانية والاستجوابات للرئيس ولوزرائه، فهذا ما قاله أعضاء التكتل وبشكل خاص جمعان الحربش.
طيّب، إن كان هذا صحيحاً، فما معنى استجواب وزير الأوقاف النومس؟ فالاستجواب المقدم واضح أنه طائفي أو تُشم منه هذه الرائحة بحيث ان صالح الملا مباشرة وبمجرد أن أعلن التكتل نيته عن هذا الاستجواب استنتج ذلك وحكم بأنه طائفي!
قد تقول وما الجديد هنا؟ فالجماعة أعلنوا أنهم يريدون إرهاق الوزارة والدولة بهذه الوسائل الدستورية لحين إسقاط الحكومة. جوابي نعم هذا صحيح، فالمعارضة بصورة عامة أعلنت عن ذلك وحددت الهدف وركبت السكة وبدأت بالمسير، لكن واضح أن كتلة التنمية استأجرت المركبة الخطأ!
الاستفسارات التي وجهها الحربش لوزير الاوقاف وسؤاله عن سبب حمل بعض المساجد الالتزام بالوثيقة وترك البعض الآخر، هذا الكلام هو ما يثير الحفيظة ويجعل شخصاً كصالح الملا يصفه بالاستجواب الطائفي. قبل أن استرسل أوجه العناية إلى أن المساجد التي يتحدث عنها الحربش هي مساجد حكومية بالدرجة الأولى. فهي حكومية لأنها تسلم من الحكومة كل شيء بدءاً بالخدمات الأولية كالأرض وتكاليف التخطيط والإشراف والبناء وتعيين الخطباء والمؤذنين وتخصيص الرواتب وتوفير المسكن وانتهاءً بالاحتياجات التشغيلية، فكل ذلك يجعلها مؤسسات أقرب لتكون تحت الوصاية والرقابة الحكومية مقارنة بتلك التي عناها الحربش أنها خارجة عن دائرة الوثيقة!
نعود من جديد للحديث عن استراتيجية المعارضة بإرهاق الحكومة، نقول إن استجواب كهذا يعني أن المعارضة ماضية بالسير في منحى مختلف تماماً عن هدف اسقاط ناصر المحمد. بل الحق أن هذا المنحى الذي اتخذته التنمية سيكون له ثلاثة أبعاد عكسية: سيجعل المعارضة أكثر عزلة، سيقوي جبهة ناصر المحمد ويقوي تكتل الموالاة، وأخيراً سيشق وحدة المعارضة خصوصاً اذا التفتنا لوجهة نظر «الوطني» التي عبّر عنها الملا قبل قليل.


د. حسن عبدالله عباس

 

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك