فساد زوجات الزعماء العرب ومن ثم عراكهن يكشفه عدنان فرزات ويكشف حالة تونسية فلسطينية كمثال
الاقتصاد الآننوفمبر 4, 2011, 10:59 ص 3075 مشاهدات 0
«يا قاعدين يكفيكم شر الجايين».. هذا هو المثل الذي ينطبق بالضبط اليوم - ربما - على حالة سهى عرفات بعد تلقيها خبر محاكمتها من قبل القضاء التونسي بتهمة فساد، حين كانت مالكة لمدرسة في تونس أيام حكم الرئيس «المحلق» الذي هام على وجهه لساعات طويلة طريدا شريدا في الطائرة التي هرب بها من بلاده.
وقضية الفساد التي تتم ملاحقة سهى بها اليوم لأجلها، لها حكاية قد لا يتذكرها الكثيرون، وقد سبق ونشرت في و«يكيليكس»، وهي تتعلق بملكية سهى لمدرسة «قرطاج الدولية»، اذ يُحكى أن سهى استثمرت وخسرت 2.5 مليون يورو في مدرسة قرطاج الدولية. وهذه المدرسة «النحس عليها»، هي ايضا سبب الخلاف بينها وبين ليلى بن علي، وقد طُردت سهى من تونس وسحبت جنسيتها التونسية لأجلها، والكثيرون ظنوا وقتها أن الأمر: «غيرة نسوان»، ولكن هذا غير صحيح، لأن ليلى أجمل من سهى، ولكن حسب «أبوالفضايح» (ويكيليكس)، فان سهى ارجعت الأمر إلى كراهية شخصية تكنها ليلى تجاهها بسبب هذه المدرسة، التي كانتا تتشاركان في ملكيتها. وتقول الوثيقة: «إن سهى لجأت إلى الزعيم الليبي معمر القذافي من أجل المال. فوبخ الأخير زين العابدين لعدم تأمين المال الكافي لأرملة الرئيس الفلسطيني الراحل، الأمر الذي كان شديد الإحراج على الرئيس التونسي، وسرعان ما تحول إلى غضب».. هذا حتى لا يتعاطف أحد مع رئيس «مطقوق» (آكل قتلة) مثل القذافي أو رئيس «محلق» مثل زين العابدين.
وسهى بالنسبة الى «شجرة الفساد» في تونس تعتبر من أقرباء الدرجة العاشرة على أقل تقدير، فهي ليست من عائلة الرئيس ولا من الموظفين الكبار المتنفذين، باستثناء قربها من المدعو بلحسن شقيق الرئيس السابق.
واذا ثبتت تهمة الفساد على سهى، فالأمر سيكون صعبا عليها هذه المرة، إذ ان أحدا لن يقف معها كما في السابق، فالقذافي الآن مشغول بدفع جردة الحساب التي عليه، وغيره من الزعماء ينشدون السلامة «واللي فيهم مكفيهم»، ومحمود عباس لن يمون على ثوار تونس ولا على المنتخبين الجدد لكونهم سيسعون الآن إلى تقديم نموذج ناصع عنهم.. وبالتالي، فقد راحت على سهى، مثلما راحت على ليلى من قبلها.. يبدو أن النساء إن لم يكن ضرائر في الزواج، يصبحن ضرائر في السياسة!
أنا شخصيا - وغيري الكثيرون - تبرعت في طفولتي من مصروفي الشخصي لمنظمة التحرير الفلسطينية، واذا كانت مدرسة قرطاج الدولية - محل النزاع - قد بنيت من هذه التبرعات، فهذا يعني ان مصروفي الذي تبرعت به قد نما وتضاعف، وبالتالي فأنا أطالب بعوائد ارباحه، على أن اعدكم بأمرين: الأول ان اعيد التبرع به لجرح فلسطيني عميق تحول إلى مؤشر للبورصة في سوق الأخلاق السياسية، الأمر الآخر انني لن ادع زعيما «نصّابا» «يستهبلني» هو.. وزوجته!
تعليقات