ساحة مجلس الشعب .. هايد بارك المصريين

القاهرة: (الآن) ـ المتابع للشأن المصرى لن يجد صعوبة فى اعتبار عام 2007 هو عام الاعتصامات فى مصر، وتركزت أغلبها فى منطقة وسط القاهرة، ومن أبرزها اعتصامات موظفى الضرائب العقارية الذى استمر 11 يوما، ومن أكثرها خطورة اعتصام عمال غزل المحلة الذى انتهى بإقالة رئيس مجلس إدارتهم كما طلبوا، وتدرجت الاعتصامات حتى فتحت شهية أب يعتصم مع ابنته لأن المدرسة رفضت دخولها امتحان مادة إضافية أو ربة منزل مع ابنتها احتجاجا على التوزيع الجغرافي لطلاب الثانوية العامة فى الجامعات، أو أب يعرض بيع أبنائه لأن مصلحة الجمارك تطالبه بأموال لايستطيع سدادها!!

و من بين  270 احتجاجا شهدتها مصر فى عام 2007 شهد شارع مجلس الشعب 13 وقفة احتجاجية، مما جعله المكان الأبرز لمن يريدون الإعلان عن مطالبهم.. وفى سابقة هى الاولى من نوعها تحولت ساحة مجلس الشعب فى 20 يونيه 2007 إلى هايد بارك لثلاث وقفات احتجاجية فى وقت واحد.

لكن نهاية العام شهدت ظهور شارع حسين حجازى فى الصورة باعتصام موظفى الضرائب العقارية ، فيما أفل سلم نقابة الصحفيين، ودخلت درج دار الحكمة حيث نقابة الأطباء فى صورة أشهر شوارع وسلالم الاحتجاجات التى يخرج أصحابها من مقرات أعمالهم.

الحصر الرقمى لتظاهرات الشوارع يوضح أن معظم الاحتجاجات لا تزال تتم داخل  الشركات والمصانع، ومع ذلك شوارع الاعتصامات تحظى باهتمام خاص من الفضائيات ومراسلى الصحف اللذين يتساءلون: أين سنذهب لتغطية الاحتجاجات اليوم.

ورغم وصول احتجاج واحد فقط خلال 2007 إلى أبواب رئاسة مجلس الوزراء، فإن حدة هذا الاحتجاج تخطت فى قوتها وشدتها ما يزيد على خمسة عشر احتجاجا على الشاكلة التى تم تنظيمها على مدار العام بطولة أمام أبواب البرلمان

واستمر تجمهر موظفو الضرائب العقارية من جميع المحافظات 11 يوما كاملة فى اعتصام مفتوح بصحبة أسرهم وأطفالهم لم ينته الا بصدور قرار وزارى بالاستجابة لمطالبهم ومنحهم شهرين مكافأة لحين استصدار قانون الضرائب العقارية الجديد ونقل تبعيتهم إلى وزارة المالية بدلا من المحليات.