ما فائدة تعليم يصل الى أكثر من ستة عشر عاما .. إذا كان في نهاية تلك الجهود موظف يجلس دقائق على كرسيه تساؤل يطرحه سعيد توفيقي
الاقتصاد الآننوفمبر 3, 2011, 1:17 ص 377 مشاهدات 0
في الكويت ينظر الشباب الى الشهادة على انها تصريح عدم ممانعة (الفيزا) للدخول الى العمل الحكومي، وإذا حصل عليه استخرج «الإقامة الدائمة» فلا إبعاد إداريا أبدا مهما ارتكب من أخطاء وإهمال، ووضع على صدره هوية التسيب.
نشتكي.. ونصرخ.. معاملاتنا لا تنجز.. تجد ثمة من يرد: «شبابنا معدنه أصيل.. ذهب يلمع».
ترتفع صيحاتنا: الموظفون لا يداومون.. لا يعملون.. صرخوا أكثر.. زيدوا رواتبهم.. أقروا كوادرهم.
نزداد في صيحاتنا يزيدون في إهمالهم.. والساقية تدور.. ونحن ومشاكلنا معها ندور.
انتفخ الجهاز الوظيفي.. أصابه الترهل.. وكل عام يدخله نحو خمسة عشر ألف موظف جديد ليزداد الذين لا يعملون.
سؤال واحد وحيد لا يملكون الجرأة على مواجهته، ويهربون من أوجاع إجابته وآلامها: إلى متى تستمر الحكومة باستيعاب هؤلاء الذين يدمنون وظيفة لا عمل فيها، وأجرا بلا مقابل؟.
أجيال وأجيال والبلد لا يتقدم.. لا خطة.. لا رؤية.. لا عمل.. لا تطور.. ما فائدة تعليم يصل الى أكثر من ستة عشر عاما في حده الأدنى؟ مبان وقاعات وكتب ومعلمون ومخازن وأجهزة.. إذا كان في نهاية تلك الجهود موظف يجلس دقائق على كرسيه ثم يصيبه الإجهاد من الفراغ فيشغل نفسه بالأكل وشرب القهوة وقراءة الصحف.. وربما شرب الشيشة أو يخرج في اعتصام يطالب بإقرار الكادر.. آه لو كان الكادر رجلا لقتلته.
تعليقات