فضيلة التميمي تدعو الى مكافحة الغش التجاري بعد ان تعدد بعض اشكاله

الاقتصاد الآن

1397 مشاهدات 0


لست من هواة التردد على المطاعم لكنني انصت لما يقوله الاخرون , وكوني أمرأة ككل النسوة يطيب لي أن أسترق السمع حين يبثون شكواهم ومعاناتهم مما يحدث في غالبية المطاعم ! ومن خلال ذلك استطعت ان أكون فكرة عن أن التناسب يكون طردياً ,كلما قلت الكمية زاد السعر , وللأمانة أقول ان لرجال البلدية جهوداً لا تنكر لحرصهم الشديد على صحة وسلامة المواطنين وجزاهم الله خيراً- لكنني هنا أطرح أمرا أخر هو الجشع وزيادة الاسعار بشكل مستمر ورهيب ويحدث ذلك في بلادنا بطريقة مبالغ فيها دون سواها , فبكل مطعم - مقهى -فندق -على وجه الارض يقدم اليك كأساً صغيرة من عصير البرتقال , الا عندنا نحن يأتيك النادل بكأس كبر الهاون زيادة بالكرم فاذا به ثلث عصير وثلثاه ماء قراح ثم يأتيك 'البفتيك' او 'الستيك' مرتفع ويذكرك بالتل السياحي , وتبتسم بالبداية لكنها لاتدوم حين تكتشف ان ما ذلك الشيء سوى بيت شعر تحته كومة من الملفوف المفروم ! ! وفي مطعم أخر الزيوت بعدما تصيح الداد من كثر استعمالها لا ترمى بل يضاف اليها كف لحم مفروم ويعد بها الرز تحت مسمى انا البرياني من اكلني ما ينساني ! وهناك مطعم طلع بفنتك جديد يأخذ الخبز البايت ويقطعه كعيدان البطاطا ويحمر ويضاف الى البطاطا بسخاء حاتمي عجيب طيب ليه ? وبطريقنا نمر على محلات الاجبان فالجبن المعفن لايتم التخلص منه , بل يخلط مع المخلل والزعتر والاعشاب  العطرية ويباع للمستهلك بسعر أكثر على أنه مكدوس , والشاورما البايته تقدم في يوم أخر بشكل أخر بمسمى أمسحب او قيمة فالاسماء متوافره , وياحر قلبي على ابنائنا الذين يلتهمون هذه البلاوي بغفلة ! ونأتي الى اللحوم وعمايل بعض الجزارين فهل تعلم أخو قلبي أين تذهب تلك الشحوم ومعها كيلو لحم التي تتم ازالتها من ذبيحتك ? انها تجمع كالتل السياحي ايضا ثم تفرم مع اللحم المفروم ! شايف الهنا اللي أحنا فيه ? أما كلك سوق السمك فهو يلعب عالثقيل , باختصار سمكك الذي اخترته يتم تبديله اثناء الوزن وانت تتحدث بارتياح عن احوال الجو , وسلة الربيان خمسين في المئة ماء وثلج ! ولله الحمد لم اتطرق لموضوع خلط السمك ! أما خضارنا فحزمة الكزبرة تذكرك بريشة رسام مخضرم بينما في بلاد خليجي تبارك الرحمن ,مدوار جت أي برسيم وحين اسغربنا ذلك بهذا السعر الزهيد أجاب البائع : لو أخذت منها عود واحد محلي بكرى يتسكر ! ولابد ان يكون لمخابز الفطائر نصيب من بركاتنا ولاتكن عزيزي القارئ متفائلا فلن تستطيع رؤية اللبنة بعينك المجردة ولابد من الميكرسكوب وكلما زاد السعر انكمشت الفطيرة والله المستعان , هناك سؤال يتبادر الى ذهني بالحاح المسؤولون عن هذا الامر ومن بيدهم حل لهذه المعاناة , ألا يعيشون بيننا ? ألا يرون ما نراه ? ثم ما اسباب تزايد هذا الطوفان ? هل هي غفلة رقيب ? أم غفوة ناطور ? أم شراهة وجشع تجاري بحت ? أم المستهلك الذي لايجيد سوى التذمر في المجالس وأذا اجتهد كثيرا اتكأ على يده وقال : أبكي على البمبره . . وأبكي على التينه ! وأخيرا لكل من له أصبع في هذا الموضوع . . اصبع وليس يدا حرصا على سلامة عمرك وبيتك وعيالك , أتقي الله والتمس الحلال فبه الخير والبركة والسلامة , وأن مسك مايضيق له صدرك , فتفقد مصدر رزقك.

السياسة

تعليقات

اكتب تعليقك