تطبيق الحكومة السيئ لقاعدة ' أهل الثقة خير من أهل الخبرة' يسيئ للاقتصاد والإدارة وللتطور فتهار الدولة هكذا يحدد ملامح المرحلة الدكتور نايف العدواني
الاقتصاد الآنأكتوبر 28, 2011, 10:58 ص 396 مشاهدات 0
يقال ليس المستشار كالخبير فأي واحد ممكن ان يعطيك رأيا في اي موضوع، خصوصا في الكويت الكل يتكلم في كل شيء ولديه معلومات عن كل شيء. فما ان تشتكي من ألم في خاصرتك وانت في الديوانية الا وتطوع كل روادها لوصف الدواء بعد ان يصفوا لك اعراض المرض، حتى لو ادت وصفاتهم لقتلك او اعاقتك. هذا بدلا من ان تعرض نفسك على طبيب متخصص يصف لك الدواء الصح بعد ان يقوم بفحصك حسب الاصول المتبعة. فتتعافى دون مضاعفات او اعاقات فرواد الديوانية هم من اهل الثقة والطبيب من أهل الخبرة وصحتك على المحك والقرار لك ويا روح ما بعدك روح الشاهد من الكلام ان اهل الثقة ليسوا دائما هم من تسند لهم الامر الجم والخطير. في حال وجود من هم اخبر منهم ومن ذوي الاختصاص. والتاريخ مليء بالعبر والمنه على من اعتبر وفهم ووعي الدرس »والسعيد من وعظ بغيره« فالانقلاب العسكري في مصر عام 1952 ضد الملك والذي قام به ما يسمى بالضباط الاحرار او »مجلس قيادة الثورة« الذين قاموا باختيار اقرانهم وزملائهم لتولي المناصب المهمة والرئيسية في الدولة واطلقوا عليهم »اهل الثقة« وكان دافعهم وراء هؤلاء المقربين هو ان اخلاصهم للثورة مقدم على اتقانهم ومعرفتهم بالقواعد الادارية والفنية للشركات والمؤسسات والهيئات التي اسندت لهم ادارتها انتصارا لشعار »اهل الثقة اولى من اهل الخبرة« فماذا حصل عندما تولوا ادارة ما يجهلون كنهه وفنه انعدمت الثقة والخبرة معا فعندما تولى المقربون من ضباط قيادة الثورة ادارة المؤسسات الاقتصادية والتجارية الناجحة والعملاقة فشلت وانتكست واعلنت افلاسها وفاضت انفاس خبرتها الطويلة وشهرتها العريقة في ثوان كمحلات »عمر افندي، شيكوريل، وصيدناوي، وشملا« فمن الطبيعي ان تنهار هذه المؤسسات لأن الضباط الذين تدربوا على ادارة جنودهم واستعمال بنادقهم غير مؤهلين لذلك الدور وعليه تباعا سيكون هناك افلاس مالي وانحدار في معايير الذوق والجمال يليه انهيار في الصناعات الوطنية التي هي عماد الاقتصاد فتنهار الدولة وذلك لأن مصلحة الوطن لم تكن مقدمة على اي مصلحة اخرى بل كانت كل المصالح والاعتبارات الاخرى هي المقدمة بعد تغليفها طبعا بطبقات من مزايدات تتكلم باسم الوطن وترتدي عباءة الوطنية وعكس ذلك حدث في المانيا حين قدم هتلر اهل الخبرة على اهل الثقة وزاد في ثقته بخبرتهم بأن شجعهم وجعل عملهم الوطن ومدى مساهمتهم في دعم الاقتصاد الالماني هو المعيار الحقيقي للانتماء للوطن فالانتماء للوطن هو الرابط المشترك الاعلى لجميع الانتماءات وذلك لان الوطن هو المظلة الكبرى لكل الانتماءات والتاريخ يعيد نفسه.
تعليقات