حينما يكون الطبع الغالب في مستشار الحكومة هو البخل فلا عيناه كريمة ولا يمناه سخية ولم يعتد الكرم في حياته فالبخل عدو المرجلة في تحليل لسعود السبيعي
الاقتصاد الآنأكتوبر 28, 2011, 10:55 ص 500 مشاهدات 0
سلم عليه بعينك إن بخلت يمينك... ولكن المشكلة يا صاحبي حينما يكون البخل فيه هو الطبع الغالب فلا عيناه كريمة ولا يمناه سخية ولم يعتد الكرم في حياته.
والبخل عدو المرجلة كما قيل، ولكن من قال ذلك فقد أخطأ، فالبخيل في هذا الزمن هو رجل المرحلة والسيد المطاع في كل ندوة واجتماع، يملك المزارع والضياع في الدوحة والرفاع، فهناك هو مستثمر حيوي وفي وطنه مدمر دموي لا يصافح لا يصالح لا يصارح تلك لاءاته الثلاث التي يعشقها ويهواها، فهو لا يدرك أن العمل السياسي كالحب يأتي بالاقتناع وليس بلوي الذراع، ولكنه راهن على سماحة السلطة التي تساهلت في ابتلاع الغلطة تلو الغلطة وذاعت شهرتها عند قطاع الطرق بالتراجع وتجرأ عليها كل آفاق مخادع، وأقصت الكريم وقربت اللئيم وتمادى في غيه عليها كل معتد أثيم، فمتى تدرك الحكومة أن البخلاء لا يمتلكون شرف الخصومة ولا نبل معن بن زائدة ولا وفاء السموأل، فإنهم إذا خاصموا فجرو يذلون الكريم ويذلهم اللئيم، فلا تنخدعوا بمن قال ان السياسة هي فن الممكن، فالداء مزمن والعداء معلن ولن تصلحه الأدوات الدستورية، ولن تعالجه الشعرة الاموية، فالذين من حول الحكومة لا فيهم معاوية بن أبي سفيان ولا عمرو بن العاص فلم أجد من حولها سوى بعض من مصالحهم معها وسيوفهم عليها لهم مع كل فريق من أعدائها ذكريات وقصة غرام وهم دوما يرددون لأصدقاء الأمس «العشرة ما تهون إلا على ولد الحرام» وهم من الذين ترق قلوبهم عند اللقاء وتبكي عيونهم على الأطلال، فكم أخشى على الحكومة من مستشار يوليوس قيصر (قيصر روما) بروتوس صاحب الطعنة التي غيرت مجرى التاريخ.
نعود للبخيل الذي بخل بسلامه معارضا قول الرسول صلى الله عليه وسلم «حق المسلم على المسلم إذا لقيه سلم عليه» وحسنا فعل سيد البخلاء عندما بخل بسلامه، فقد كشف لنا ما كنا نجهله من دفائن نفسه التي كان يخفيها تحت جوربه ويظهر علينا بثياب الواعظين طوال تلك السنين، فلذلك البخيل طرائف وغرائب فهو لا يزور مريضا ولا يعزي بوفاة ميت مادام بينه وبينهم خلاف مهما كان ذلك الخلاف صغيرا ولكم أن تسألوا علي الراشد وجاسم الخرافي وغيرهما من خصومه، اللهم إني أعوذ بك من البخل والجبن فأحقر أنواع البخل بخل النفس وشح المشاعر، فما بالك بمن يجمع كل آفات البخل والشح بين جوارحه فنفس البخيل لا تأمره إلا بما هو دنيء ألم يقل الأولون «البخل عدو المرجلة».
تعليقات