إتفقوا على حسن التنظيم والإقبال الجماهيري

منوعات

الناشرون العرب: 'الأدب' يتراجع، والكتاب السياسي يتصدر المبيعات

1522 مشاهدات 0

صورة من معرض الكتاب

اتفق الناشرون العرب على حسن تنظيم وإدارة معرض الكويت للكتاب، مؤكدين في غير موضع أن معرض الكويت يعد الأول خليجيا والثالث عربيا بعد معرضي القاهرة وبيروت.

وفيما تنوعت الشكوى بين فصل الناشرين العرب في صالة خاصة عن الناشرين الخليجين، كان هناك ثمة اتفاق على الإقبال المميز من قبل الجمهور الذي هو سمة معرض الكويت كل عام، وأشاروا إلى تراجع الإقبال على كتب الأدب والروايات والشعر فيما تصدر الكتاب السياسي الذي يتناول قضايا مصرية تمس الربيع العربي، نشرة معرض الكتاب التقت عدد من الناشرين العرب للتعرف على رأيهم في المعرض هذا العام، وللحديث حول التحديات التي تواجه صناعة الكتاب العربي وأيضا للتعرف على جديدهم هذا العام.

في البداية يتفق بسام العصفور مدير شركة المجموعة الإعلامية العالمية للتوزيع- الكويت، مع كثير من الناشرين العرب في أن معرض الكويت للكتاب يعد من أفضل معارض الكتاب الخليجية ويحتفظ بترتيبه الثالث بعد معرضي القاهرة وبيروت.

وحول طبيعة مشاركة المجموعة الإعلامية العالمية في معرض الكتاب هذا العام يقول العصفور: نشارك هذا العام بحوالي 950 عنوان منها حوالي 13 عنوان جديد، وأشار إلى أن المجموعة الإعلامية العالمية وكونها شركة متخصصة في التوزيع فقط تحرص على وجود جميع أنواع الكتب التي تلقى قبول لدى القارئ الكويتي وتغطي جميع المجالات الفكرية والأدبية، من أشعار وروايات وكتب التاريخ والسياسة والاقتصاد، ماعدا الكتب الأكاديمية.

ويرصد العصفور حركة إقبال ملحوظة على الكتب السياسية المرتبطة بالربيع العربي، فيما تراجع الاهتمام والإقبال نسبيا على الكتب الأدبية مثل الروايات والشعر وغيرهما من صنوف الأدب.

وفيما أشاد العصفور بتنظيم المعرض أعرب عن اقتراح بان تسند إدارة المعرض لشركة دعاية وتنظيم مؤتمرات ومعارض متخصصة بحيث تستطيع إشراك القطاع الخاص في رعاية المعرض وبالتالي تغطي الدعاية الإعلامية جميع مناطق الكويت، لافتا إلى أن أحد أسباب قلة إقبال الجمهور راجعة إلى ضعف الحملة الإعلانية للمعرض والنشاط المصاحب التي ترتبط بميزانية محددة كما هو معروف في الوزارات والمؤسسات الحكومية.

رسالة الناشر

وتتفق الدكتورة فاطمة البودي، صاحبة ومديرة دار العين للنشر – الإسكندرية، مع رأي بسام العصفور حول أن الإقبال على الكتب الأدبية قل فيما زاد الطلب على الكتب السياسية وخصوصا تلك التي تتناول قضايا مصيرية ترتبط بما يسمى بالربيع العربي، على حد قول البودي، وأرجعت البودي سبب قلة الإقبال على معرض الكويت للكتاب هذا العام لأسباب انشغال عدد من الدول الخليجية والدول المجاورة بقضايا محلية، لافتة إلى أن معرض الكويت للكتاب كان يحرص على حضوره كل عام قراء من السعودية والبحرين والإمارات ودول خليجية أخرى، فيما يبدو ترقب لما ستسفر عنه الشهور القادمة.

 وحول تحديات صناعة الكتاب العربي في ظل ما تشهده المنطقة من تغيرات دراماتيكية، تقول البودي: أتمنى أن تترك صناعة الكتاب العربي حرة بدون تدخلات مما وصفته ' بالإخطبوط' ، مطالبة بوجود شركات متخصصة في توزيع الكتاب لكسر بعض الاحتكارات وحتى يتفرغ الناشر للطباعة وقضايا أخرى هي صلب مسؤولية الناشر.

وتضيف البودي: منذ حملت لقب ناشرة وأنا أخذت على عاتقي مسؤولية أن أكون في مقاعد الكتاب والمؤلفين، فأنا معهم قلبا وقالبا وليس النشر فقط قضيتي أو مهمتي، لافتا إلى أن دار العين للنشر تقوم بدور جسر التواصل بين كتاب المشرق والمغرب العربي لكسر شبه القطيعة بين الطرفين في نفس الجسم العربي، وذلك من خلال صالون العين الثقافي وندواته الأسبوعية التي تناقش الكتب وتفتح آفاق للتواصل بين الكتاب العرب من مختلف الدول العربية، حيث استضاف الصالون مؤخرا شعراء وكتاب من العراق ولبنان والجزائر والكويت والمغرب، التقوا جميعا تحت سقف صالون العين الثقافي الذي يعد الجناح التنويري في دار العين للنشر بالإسكندرية.

جسمي في كتاب

ويقول علي ناصر عاصي مدير دار المؤلف/ لبنان: ككل عام يمتاز معرض الكويت للكتاب بمشاركة عربية واسعة وبحضور قوي لاسيما من المؤسسات الحكومية وطلبة المدارس، إذ تحرص دار المؤلف كل عام على جلب العديد من العناوين والكتب التربوية الجديدة والحديثة لتلبي ذائقة القارئ والتربوي وأيضا الطفل الكويتي، مشيرا إلى أن دار المؤلف تتواصل كل عام مع وزارة التربية الكويتية لشراء مئات العناوين من كتب الأطفال والكتب التربوية التي ترتقي بأداء المدرسين والمشرفين على العملية التعليمية.

 وحول جديد دار المؤلف هذا العام يقول العاصي: لدينا هذا العام العديد من العناوين الجديدة ومنها على سبيل  المثال لا الحصر'سلسلة جسمي في كتاب' وهي عبارة عن عرض لحواس الإنسان من خلال صور كبيرة وشرح مبسط يمكن الطفل من التعرف على أعضاء حواسه مثل الأنف والأذن والقدم واليد والبشرة، وهذه السلسة تلقى رواجا جيدا في معرض الكويت هذا العام، وهناك أيضا ( قصة + CD  ) من خلالها يستمع الطفل إلى صوت الكلام الذي يقرأه في نفس الوقت، وهي من الوسائل التفاعلية التي تلقى رواجا أيضا، مؤكدا أن دار المؤلف تحرص على الترجمة من وإلى العربية خصوصا من الكورية والانجليزية والألمانية والفرنسية.

وحول مشاركة دار الفكر / الأردن يقول علاء محمود جبر مسئول الجناح إن دار الفكر متخصصة في كتب البحث التربوي ورياض الأطفال، والتراجم والكتب الأكاديمية وكتب الإدارة والاقتصاد، وتم إضافة كتب التاريخ هذا العام لتتنوع العناوين الجديدة التي نحرص على المشاركة بها كل عام في معرض الكويت للكتاب.

ومن بين جديد دار الفكر، موسوعة تاريخ الشرق القديم لـ/ ديكانوف ي م، ترجمة د/ محمد العلامي، وكتاب 'على طريق التفسير البياني' للدكتور فاضل صالح السامرائي.

 وفيما أكد جبر على حسن تنظيم المعرض وإقبال الجمهور، لم يمنع نفسه عن الشكوى من أن الأفضلية هذا العام لدور النشر الخليجية والكويتية في صالة رقم 5 ، مشيدا بفكرة فصل دور النشر العربية عن الخليجية حتى لا يحتار القارئ وفي نفس الصالة يجد مبتغاه من نفس دور النشر سواء كانت محلية أو عربية أو خليجية.

أزمة صناعة الكتاب

على النقيض تماما كان رأي ناظم حمدان، مدير دار الحوار للنشر/سوريا الذي أبدى تحفظه من فكرة فصل دور النشر العربية عن الخليجية والكويتية حتى لا نفصل بين المكتبة الخليجية والعربية، لأن الإبداع لا وطن له.

ويرى حمدان أن الأحداث العربية أثرت بشكل كبير وواضح في ذائقة القراء لدى القارئ العربي وتصدرت 'الميديا' وأخبار المحطات الفضائية المتواترة عن يوميات الربيع العربي، الأمر الذي يجعل الكثيرين ينتظرون ليروا نتائج الثورات العربية، مشيرا إلى أن ذائقة القراءة شبه معدومة عند المواطن العربي، وصناعة الكتاب مأزومة، وهذا طبيعي إذا ما نظرنا إلى مراكز صناعة الكتاب العربي في مصر وسوريا ولبنان وما تشهده هذه البلدان من أحداث تجعل الاهتمام بالكتاب والنشر يرجع إلى الصفوف الخلفية على الأقل في الوقت الراهن.

وحول جديد دار الحوار السورية هذا العام يقول حمدان: لدينا علم الجمال اللفظي لـ ميخائيل باختين لأول مرة باللغة العربية، ترجمة شاكير نصر الدين، وجوهر الإنسان تأليف إيريك فروم، ومن جديد الروايات نقرأ ، فوضى،معنى الحياة ، لحظة تأخر، وفي الشعر هناك ' تجليات الخطاب الشعري عند مظفر النواب للكاتبة الكويتية نجاح نصار البطي.

كتب الأطفال

وحول مشاركة دار الكتاب اللبناني تقول د. مي الزين صاحبة ومديرة الدار: أحرص على المشاركة في المعرض منذ 12 عاما ولم أتخلف سنة واحدة.

وأضافت: معرض الكويت من المعارض المحببة إلى نفسي من ناحية الاتساع والتنظيم والخدمات التي تقدم للناشرين، وأصبحت لي خبرة كبيرة في ذوق القارئ في الكويت واحتياجاته، ويحضر لي الزائرون كل عام لتوفير ما يطلبونه، وهذا ما تعلمته من خبرتي من خلال المشاركة في معرض الكويت، ودائما نشارك في جميع المعارض الأجنبية.

وأشارت الزين إلى اهتمامها بكتب الأطفال، وقالت: أحرص على إحضار مجموعات جديدة وحديثة تقبل عليها الأمهات في الكويت، ويبحثن عن الدار للحصول على الجديد في كتب الأطفال، لافتة إلى أن الدار مميزة بكتب الأطفال الحديثة، والمؤلفات الفكرية لكبار الكتاب مثل مجموعات العقاد وغيرها، بالإضافة إلى المعاجم الإسلامية، والمكتبة الأندلسية، وهناك تنوع في جميع المجالات، لكن الاهتمام الأكبر ينصب على كتب الأطفال.

وتختتم الزين بالتأكيد على أن رسالة الناشر الشريفة هي المنارة التي تنير الدرب أمام بناء العقول ورعايتها، والذي يمدها بوسائل المعرفة والنجاح وبناء الحاضر والمستقبل، وتلك الرسالة، هي رسالة الناشر، وما أسماها وأصعبها من رسالة لا يفقهها إلا من زاولها، لذلك على كل من يتصدى لحملها أن يكون على درجة عالية من الوعي والإدراك والمعرفة والمعلم والثقافة والتجرد، ليتمكن من تأدية الرسالة على درجة عالية من الرقي.

الآن-فن وثقافة

تعليقات

اكتب تعليقك