للأسف يا حكومة تهملين في أموال الشعب وتفسدين الأعضاء، والشعب يبحث عن السكن والوظيفة براي غليفص بن عكشان

الكاتب غليفص بن عكشان

الحكومة، مع التقدير، لم تنف ما يثار على اتساع الساحة السياسية أو كشف الغسالين أو المبيضين لغسيل الأموال عن طريق البنوك ومحلات الصرافة والتحويلات، ويقال عن طريق السفارات بالخارج، ولم تكشف المحالين للنيابة، والتحقيق سري، وفــوق ذلك تتستر على سراق الديزل وخراب مالطا بشأن كارثة مشرف ومحولات 2007 بالكهرباء، ولا يعلم الشعب المهربين للمشتاقات النفطية، أو كيف صرفت 37 مليار دينار؟ وما المشاريع التي صرفت عليها؟ وحتى الآن لا تعرف سبب تسرب الغار في الأحمدي، ولماذا بقيت قطعة من بيوت منطقة الظهر حتى الآن لم يستفد منها بعد بيان عيوب أساساتها؟

أما عن القبيضة فقد دخلوا بروح الإصلاح الى مجلس الأمة وعندئذ وجدوا نفقاً مظلماً ليس لهم مع ضعف النفوس الا دخوله، الفساد، أو الرجوع عنه وهذا ثقيل عليهم لأنه يعني الاستقالة التي ضعفت نفوسهم عن تقديمها، فسبحوا بمهارة في مستنقع النفق وقدمت لهم الحكومة وسائل العوم فيه، أسبحــوا في نجـاسة خيـانــة الشعب والحنث بالـقسم، وكـل نـفس بمـا كسبت رهينة، ستجـدون الجــزاء عـاجلاً في صحتـكم أو أولادكم مع قلق نفوسكم ولجلجة ضمائرهم بالخوف من حساب الشعب لكم، وبعد ذلك حسابكم عند الله عسير، أعماركم قصيرة وأموالكم الحرام كثيرة، فلا تكنزون ما تندمون عليه يوم لا ينفع مالاً ولابنون.

للأسف يا حكومة تهملين في أموال الشعب وتفسدين الأعضاء، والشعب يبحث عن السكن والوظيفة، والتعليم العام ينحدر مستواه لمصلحة مدارس وجامعات القطاع الخاص بدفع وتشجيع منك، ومع ذلـك تهـدد الحكـومة باحـلال العمـالة الـوافـدة محل أبناء الكويت في الوظائف العامة لان النقـابـات الحـرة تطـالب بالعـدل والمسـاواة في سلم الرواتب، أليس واجب الحكومـة تحـقيق العـدل والمساواة؟! اذا عجزت الحكومة عن تحقيق سلم رواتب موحد حسب المؤهل العلمي، أليس الظلم وعدم المساواة ظاهراً في مركز موظف يحمل ليسانس أو بكالوريوس راتبه 3000 د. ك وزميله راتبه 1000 د. ك؟ ومـع ذلـك اذا طـالبت النقـابـات بحقـوق العمـال ترفـضون الاستجـابة لطلباتـهـم وتهددون باحلال العمالة الوافدة محلهم!

للأسف يا حكومـة مستشاروك واداراتك القـانـونية مدجنة والمدجن فكره مـع من دجنه، وليس مع عمله وعقل المدجن خامل عن الابداع وابتكار الاصلاح، فاذا كان من أمل في الاصلاح فعلى الحكومة إصلاح نفسها بغسيل أجهزتها من أتباع أرباب المصالح الذين لا يـرون الا بعيون من دجنهـم على الفساد لان أصحاب النفوس المشحونة بالجشع دمروا في غفلة الـزمـن أسـاس ادارات الدولة بادخال الروبيضات المدجنة في مـراكـز أتخاذ الرأي، تيار فاسد يدخل فاسداً، وتيار متحجر يدخل متحجراً، وتيار طامع يدخل طماعاً، بما جعل القرار العام يجمع المتناقـضات، فتعمـق فسـاد تضارب المصالح الذي جعل القرار يحيد عن المصلحة العامة للدولة ويجانب مصالح الشعب، بما أضـحـت به أجهـــزة الـدولــة تـسير عـلى غـير هـدى، والمـوظف محـتـار بـين الـواجب وطـاعـة المسؤول، والشعب صاحب الحق محتار بين خمول الحكومة وتصريحات أعضاء مجلس الأمة.

يا مغيث يا الله نسألك اللطف، اللهم أحفظ الكويت وهيئ للشعب حكومة لا يؤسف على رحيلها ومجلساً يستعاض بأفضل منه. آمين.