غليفص بن عكشان يهاجم برجوازية الخيال الفاشل ويتنبأ بضياع أحفادهم

الاقتصاد الآن

1391 مشاهدات 0

صورة ارشيفية

ترى حفنة المال والادارة، مع أصحاب القرار، أنهم شعب الله المختار، الذين يجب أن تسخر لهم طاقات الدولة، وان حقهم يوجب الطاعة لهم على العامة، لانهم أهل السور، الرميلة، أهل السقاية، أهل النظافة، أهل المغاسل، وقليلاً من أهل الدكاكين، بما جعلهم يفرضون رأيهم على القرار وأصحابه، خيالهم البائس قادهم الى ذلك، وغرهم الوهم بأن الشعب طوع البنان لهم وأن أصحاب القرار لهم أطوع، حقا هذا هو واقع الحال، لكن دوام الحال من المحال، اذ برجوازية الكويت سبح خيالهم أن الكويت وشعبها ومستقبل أجيالها ملك لهم وأجيالهم، نعم هم يعملون من خلال قدرتهم المالية والادارية ونفوذهم، بذلك، لتحقيق ذلك لهم حاضراً ولأولادهم وأحفادهم من بعدهم، وكأن الشعب ملك لهم يرثة الخلف بعد السلف كما تورث الأنعام.
و تجاهلت هذه الحفنة البرجوازية أن خيالها الفاشل سيقودها الى ضياع أحفادها، فكيف بأسياد أجداد حفنة المال، عندما كانوا لا يخرجون الا برفقة وحماية أسياد أجداهم، واليوم أظلافهم التي بحاجة الى تقليم ليعودوا كما كان أسلافهم بحيث تعود الدولة للشعب الكويتي من براثن هذه الحفنة التي سيطرت على كل شيء دون وجه حق، والخوف أن يمتد خيالها الى تجنيد المرتزقة، في غفلة من أصحاب القرار، لان لها رغبة في أكثر من المال والنفوذ الاداري، وتطمع لنزع القرار كلية، والسيطرة بذلك على مقدرات الشعب،مرتزقة ومال ونفوذ، ودائماً الطمع يقود الى الهاوية، وعلى من بيدهم القرار مع الشعب الانتباه الى ذلك، ودائماً الوقاية خيراً من العلاج.
ثاقب النظر حديد البصيرة يلمح مؤشرات السعي لتحقيق الأهداف من خلال الإعلام المرئي.
وما يطرح على الساحة السياسية، وقد تحقق بالفعل بعد القول بتنحية بعض الرموز السياسية من أصحاب القرار، بضغط المال والنفوذ والجهد الدؤوب للدفاع عن الأهداف والمصالح وتمهيد الطريق من العوائق التي تسد مسالك تحقيق الهداف، فكيف بالشعب صاحب السيادة أسمياً والسيادة الفعلية في مجال الادارة والاقتصاد والمشورة بيد حفنة البرجوازية ؟ نعم قال الشافعي رضي الله عنه:
لكل شيء اذا ما تم نقصان
فلا يغير بطيب العيش انسان
هذا يوجب على أصحاب القرار الانتباه لعدل الميزان الذي مال كل الميل لمصلحة البرجوازية، بما جعل تخلف النهضة الشاملة في تراجع لان الهدف من ذلك اضعاف تفكير الشعب واشغالة بقوته عن التفكير في المستقبل، حتى يتمكن البرجوازية من تمكين القبضة على الدولة وقراراتها والشعب، بما يوجب على الشعب، مفكريه ومثقفيه والناشطون سياسياً، توحيد الجهد لمواجهة طمع البرجوازية واحباط أهدافهم، لان السكوت عما يدور ضرراً عاقبته وخيمة، سيما والأحداث الاقليمية والدولية تفرض الوحدة ضد الأطماع الداخلية والدولية على مفكري الشعب.
اللهم احفظ الكويت وهيئ للشعب أمراً رشيداً واكفه شر الأشرار، آمين.

الآن - جريدة الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك