عبدالله الصالح يتساءل لماذا لا يفسح المجال امام الشباب للعمل في الجمعيات الخيرية وقيادتها وهل يعود ذلك لفساد الإدارات الحالية ؟

الاقتصاد الآن

368 مشاهدات 0


 
منذ نشأة العمل الخيري، ورجال معينون يسيطرون على زمام الأمور، ينحدرون من أسر تجارية، ولهم باع طويل في خدمة الإنسانية، إلا أن حب الخير، وإمكانية تمويل المشروعات، وكبر السن ليس بالضرورة أن تؤدي إلى نتائج مجدية في القطاع الخيري. ولنا في مؤسساتنا الخيرية خير برهان، فبعد مضي ما يربو على 30 عام على العمل الدؤوب في نشر الخير داخل وخارج الكويت بقيادة ثلة من الأعمام الأفاضل، مازالت النجاحات محدودة إذا ما أخذنا بالحسبان الإمكانيات المالية، والموارد البشرية، والدعم الحكومي لهذه المشاريع. وللقارئ الكريم أن يتفحص الجمعيات الخيرية عبر زيارة غير رسمية في الفترة الصباحية، ليجد نفسه في دور من دور كبار السن، عجلة العمل تسير بشكلها الرتيب، ومعظم العاملين من فئة المتقاعدين، والتكنولوجيا تعتبر العدو اللدود. وإن تحدثنا عن القيادات بمزيد تفصيل وبيان، سنجد أنهم وفي غالب الأحيان ممن تبوأوا المناصب العلية، ويملكون الشركات التجارية، ولا يحظون بأي من الشهادات التي تؤهلهم إلى ادارة الأعمال الخيرية. أقول ما تسمعون وقلبي يقطر دما، فكيف لنا أن نسلم أموالنا لمن عجز عن تقديم انجاز يتيم في فترة كان فيها من اللامعين، وكيف يقبل أي من أولئك القيادات أن يدير تجارته من هو فاقد المؤهل، أو من لا يقبل النقد البناء الداعي لإصلاح الأوضاع، ولماذا التشبث بالمنصب إلى عقود، وأين الجمعيات الخيرية من الشباب، وتأهيل الكويتيين ليعملوا بصفة رسمية وبرواتب مغرية، أم يخشون أن تتكشف لهم أمور فتهب عليهم عواصف الربيع الخيري. وعن الشفافية المالية والإدارية نريد منهم كقيادات الإفصاح عن ميزانيات الجمعيات، وعن طريقة صرف الأموال، وتمكين مدققين خارجيين من تمحيص البيانات المالية حتى يختموا عليها أنها صالحة وناصعة البياض. فبدلا من أن نتستر على البيانات وكأنها عورة ونترك لمن طال لسانه الطعن في أعمالنا، علينا المبادرة بتبرئة ساحتنا إلا إن كنا في شك من أمرنا! وقد قيل: لكل زمان دولة ورجال، فأنتم بارك الله فيكم أديتم الذي عليكم في زمان شاشات الأبيض والأسود، وعصر الكتابة بالآلة، وأيام الاتصال عبر البدالة، ونحن اليوم نحتاج إلى من يتفهم أننا في قرية صغيرة، يجمعنا الانترنت، ونتحاور بالتويت، وأفكارنا الخيرية تجاوزت حدود «أعطه سمكة» إلى «علمه كيف يصطاد» وأنا أضفت «دربه كيف يصنع السنارة ليصطاد ويأكل ما لذ وطاب». ولهذا مع تقديري وامتناني نقول بصوت مسموع....مع السلامة!

الآن - جريدة الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك