المجاعة التحدي الجديد للعالم وهي غول متجه نحو فقراء العالم برأي حسن الربيعي
الاقتصاد الآنأكتوبر 20, 2011, 10:30 ص 1466 مشاهدات 0
سلط العديد من التقارير العالمية الضوء على الوضع الغذائي العالمي واصفة اياه بالمقلق حيث تؤكد التوقعات للسنوات المقبلة مرور العالم بازمة غذاء قاسية وازدياد جياع العالم بفعل اسعار المحاصيل الغذائية المتزايدة والمرتبطة بانخفاض الانتاج واتساع تأثيرات المتغيرات المناخية التي يشهدها العالم حيث تتعرض مناطق الانتاج لاسوأ الكوارث منذ عدة عقود ممثلة بفيضانات اجزاء من المعمورة وجفاف واحتباس الامطار في اجزاء اخرى منها.
ئسلطات الا· المتحدة ومؤسساتها المختصة حذرت من تفاقم الوضع الغذائي في العالم واحتمالات تعرض شعوب البلدان الفقيرة الى مجاعة قد تطوال شرائح جديدة تضاف اصلا الى الاعداد الموجودة تحت خط الفقر في العالم والتي وصلت اعدادها الى اكثر من مليار انسان، ودعت في الوقت نفسه الحكومات الى تحمل مسؤولياتها والعمل الجاد من اجل تفعيل ادائها والتحرك نحو القطاعات الرئيسة في الانتاج وعدم اغفال برامج التنمية والاهتمام بالزراعة باعتبارها القطاع المسؤول عن انتاج وتوفير مصادر الغذاء.
المنظمات الدولية ومنها ’’الفاو’’ اصدرت العديد من النشرات التي تضمنت توقعات بشأن انخفاض الانتاج العالمي من الحنطة جراء الظروف المناخية التي يمر بها العالم وخاصة مناطق انتاج هذا المحصول الستراتيجي وارتفاع الاسعار التي من شأنها زيادة اعباء الدول الفقيرة نظرا للتكاليف الباهظة وانتقدت المنظمات الدولية اَليات تنفيذ ستراتيجية مكافحة الفقر التي تم اعتمادها حتى العام 2015 والتي وافقت عليها العديد من الدول والتي من شأنها التقليل من اعداد الفقراء في العالم، حيث لم تأت الخطوات الطامحة بالنتائج المطلوبة وعدم جدية الدول الغنية في تخصيص الاموال لانجاح الخطط المرتبطة بهذه الستراتيجية ما سيسفرعن تصاعد الخط البياني لمعدلات الفقر في العالم.
ولعل تداعيات الازمة المالية العالمية التي شهدها العالم ويعيش اَثارها منذ العام 2008 قد اسهمت في عدم انطلاق المبادئ العامة لمعالجة اوضاع الفقر في العالم واثرت سلبا على تعهدات البلدان الغنية التي التفتت الى اوضاعها الداخلية بدلا من الاهتمام باوضاع العالم الفقير، ما يعني ان العقود او السنوات المقبلة وفقا للتوقعات والقراءات ستشهد اوضاعا صعبة وربما تحتاج الى مضاعفة الجهود للافلات من براثن المجاعة التي تحيط بدول اخرى كانت على مسافات بعيدة عن هذه الظاهرة المتصاعدة التي على خلفيتها ستزداد موجة الاضطرابات في افريقيا وامريكا اللاتينية ولربما ستمتد الى مناطق جديدة في العالم والوقائع الحالية تؤكد مدى جسامة هذا الوضع الخطير الذي بات بحاجة الى موقف دولي موحد للمعالجة ووضع اَليات الانقاذ والتحرك باتجاه استثمار المناطق الواعدة في العالم وعدم الاعتماد فقط على مناطق الانتاج التقليدية والتي باتت تتحكم بمصائر شعوب واسعة على سطح الارض .
ومما اوردته التقارير العالمية التي تهتم باوضاع العالم المعيشية هي ارتفاع اسعار النفط التي لامست المئة دولار، حيث عرضت الوجه السلبي لها، اذ انها اشارت الى عجز العديد من البلدان في تسديد ما تحتاجه من النفط وتأمين احتياجاتها من الطاقة وجاءت على خلاف ما هو سائد، حيث يؤكد خبراء التنمية ان الارتفاع في استهلاك الطاقة دليل على التنمية وان الاسعار تنعكس ايجابا على دورة الاقتصاد العالمي. ان مجاعة العالم المتوقعة تقتضي من الدول الغنية والمنتجة للحنطة ان تسهم في التقليل من اثارها عبر تفعيل النشاط الانتاجي ودعم البلدان التي لا تمتلك ادوات تفعيل قطاعاتها الرئيسة المتعلقة بتوفير المواد الغذائية لشعوبها، وهذا بحد ذاته كفيل بتقليل اثار الازمة المجاعية المتوقعة التي اذائ ما تفاقمت فان العالم سيشهد اوضاعا مضطربة لا حدود لها وتصبح الحلول عاجزة عن ايجاد مخارج سهلة ولربما ستتضاعف الكلف وتصبح اكبر من الحاجة القائمة في الوقت الحاضر، وعليه فان مهام منظمة دول العشرين الغنية والصناديق والبنوك الدولية مطالبة بتحمل مسؤولياتها للوقوف بوجه هذا التحدي او بالأحرى الغول الجديد المتجه نحو فقراء العالم.
تعليقات