قبل التفاخر ببناء أكبر جامعة نسائية في العالم يفترض منح النساء الصلاحيات والحقوق والمساواة وتفعيل دورهن في بناء الوطن برأي جابر الريثي
الاقتصاد الآنأكتوبر 17, 2011, 10:20 ص 649 مشاهدات 0
يتفاعل الكثير منا بشكل رهيب مع أخبار ' أفعل التفضيل ' غير مكترثين بمعرفة التفاصيل أو تحقيق الفوائد .
كثيراً ما نسمع عن مشاريع في الوطن حققت مابين الأطول والأعلى والأكبر في العالم ولكنها بكل تأكيد لم تحقق الأفضل , وهذا لا يهم لأن لا أحد في الأصل يهتم لمسألة الجودة والفائدة , بمجرد تحقق التفرد في الطول أو العرض أو الحجم أو ما شابه من الصفات التي لا تقدم , يتم تناسي وإغفال الأولويات والفوائد، ليس المهم أن نسجل أرقاماً قياسية لا تقدم فائدة حقيقية للمواطن ولا تنعكس بمصلحة ولا تعالج مشكلة بل المهم تفعيل الجودة وتوفير الخدمة الفعالة ولو لم نسجل رقماً، لسنا بحاجة لدفع المبالغ الباهظة واستهلاك الطاقات والزمن لنحصد في الأخير لاشيء . لا أفهم لماذا نحن متحمسون جداً لشعارات التفضيل التي لاتسمن ولا تغني ,وأكثر ما يثر بداخلنا الفرح هو سماع الأخبار التي تحمل التفضيل بأكبر وأطول وغيرها ولو لم تقدم لنا شيئاً .
هناك أولويات أعلى أهمية من غيرها ، قبل أن نتغنى بأكبر ساعة في العالم يفترض أن نحترم حركات مؤشرها قبل تعليقه في الأعلى ، لا يفتخر بشيء إلا وقد زاد تقديره ، وتقدير الوقت واحترامه أكثر أهمية من ألف
ساعة تعلق بحجم العالم , وقبل الاستعراض ببناء أكبر برج في العالم يفترض أن يستعرض كل مواطن بامتلاكه أرضاً أو منزلاً يستره , وقبل هدر الملايين والتغني بأكبر مطارات العالم نحتاج إلى معالجة مشاكل الرحلات وتوفيرها, مع التفاخر بأكبر جامعة نسائية في العالم يفترض أيضًا منح النساء الصلاحيات والحقوق والمساواة وتفعيل دورهن في بناء الوطن, وقبل التباهي بتشييد أكبر محطة للإنتاج المستقل للكهرباء في العالم يفترض معالجة الانقطاع المتكرر للكهرباء في مدن المملكة, وتبقى هناك الكثير من التناقضات التي لا تعقل فقط فتشو ا في واقعنا تكتشفون حقيقة ما أسميتها 'بأزمة التفضيل والتناقض ' مروراً بالقطار حتى الكبسة .
تعليقات