الثروة التي مكنت الكويت من رعاية مواطنيها 'من المهد إلى اللحد' هي نفسها التي جلبت للبلاد مشاكل عدة من ابرزها الفساد وانعدام الثقة د. حمد العصيدان ينقل عن ويكيلكس
الاقتصاد الآنأكتوبر 17, 2011, 10:17 ص 457 مشاهدات 0
في خضم الحديث المكلوم عن الفساد، أذكر السادة القراء بأن الكويت قد شهدت سلسلة من الازمات السياسية في العام 2006، وتم حل البرلمان ثلاث مرات بينما استقالت الحكومة ست مرات، وها هي المعارضة تقوم بتعبئة كبيرة للتنديد بالحكومة منذ اندلاع فضيحة الرشاوى.
كما أشير إلى بيان للسفارة الأميركية في الكويت كشف عنه مؤخرا موقع ويكيليكس في أن الثروة التي مكنت الكويت من رعاية مواطنيها 'من المهد إلى اللحد' هي نفسها التي جلبت للبلاد مشاكل عدة من ابرزها الفساد وانعدام الثقة على جميع المستويات.
وأضافت السفارة في برقية بعثت بها عام 2006 ونشرها الموقع: إن الارتفاع المستمر في أسعار النفط أسهم في إذكاء نار الفساد في الكويت ودفع الكويتيين باستمرار الى التساؤل: أين ذهبت كل هذه الأموال؟!
جاء ذلك في تقرير نشرته صحيفة 'نيويورك تايمز' الأميركية مؤخرا وتحدثت خلاله حول القضية المليونية وآثارها على البلاد والتقت عدداً من الناشطين السياسيين لإلقاء الضوء على هذه الأزمة الكبيرة.
وفي هذا التحقيق وصف د. شفيق الغبرا استاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الفضيحة المليونية بانها 'ووتر غيت الكويت'، وقال في حديث مع الصحيفة ان ردة فعل الشارع على هذه الفضيحة تشير الى ان الحكومة الحالية خذلت المواطنين وهذا ما جعل الاصوات المطالبة باسقاط الحكومة في ازدياد.
ونوّه الغبرا الى ان كل ما تملكه الحكومة هو المال، مشيراً الى انها تعتقد انها تستطيع شراء الوقت بذلك المال، واضاف ان كل هذه القضية سببها استخدام الحكومة للمال في شراء ولاءات بعض النواب وقال ان البلد وصل الى مرحلة يصعب للمال ان يحل مشاكلها، مشيراً الى ان من يملكون المال لا يستخدمونه بحكمة والنتيجة فضيحة كبيرة والتي تحمل في طياتها كلفة سياسية عالية.
وأضاف الغبرا ان التحقيق في هذه الفضيحة وضع الحكومة في وضع اشبه بـ 'المهمة المستحيلة'، وأشار الى ان استمرار مجلس الامة رغم وجود شبهة فساد مالي تطال خمس اعضائه ربما سيزيد من حدة غضب الشارع واستمرار الاحتجاجات، وأضاف ان حل المجلس ربما يسهم في تخفيف حدة هذا الغضب مع تنشيط الحوار حول العديد من المسائل الدستورية والتشريعية والمطالب بادخال تعديلات شاملة عليها.
إن الشعب لايزال ينتظر معلومات حول مصدر هذه الملايين ومن تسلمها، فكل ما يدور حول هذه القضية لا يتعدى الاشاعات وهذا مازاد من غضب المواطنين وجعلهم يقفون صفاً واحداً في مطالبتهم بمعرفة جميع التفاصيل حول هذه الفضيحة والكشف عن اسماء المتورطين فيها ومتى سيقدمون الى العدالة لمحاكمتهم.
وفي نهاية المقال أشير إلى دراسة مهمة أجراها نويل الأستاذ في جامعة مونتريال في بحثه المعنون 'النفط والديموقراطية..' وقال فيه : عندما يكون النفط اعاقة 'فان الدولة الريعية معرضة أكثر من سواها للتسلط والفساد، لأنها غير ملزمة بكسب رضا كبير من سكانها لتحافظ على نفسها، كما أن النخب الحاكمة التي تستفيد من هبة تخرج من باطن الأرض ليست مجبرة على دفع الشعب إلى القبول بضرائب كبيرة، ويمكنها أن تبذر إذا شاءت أن تشتري السلم الأهلي'، وفي الدول الريعية البرلمانية، تتوافر إيرادات غير محدودة للسلطة التنفيذية، لتتمكن من شراء من انتخب ليراقب أداءها... فهل هناك علاقة يا سادة بين النفط والفساد..؟!
الكاتب : د. حمد العصيدان
تعليقات