عبداللطيف العميري يكتب عن شبيحة «الكويت»
زاوية الكتابكتب أكتوبر 12, 2011, 12:42 ص 1372 مشاهدات 0
الأنباء
شبيحة «الكويت»
الأربعاء 12 أكتوبر 2011 - الأنباء
«الشبيحة» مصطلح أطلق على عصابة يستخدمها النظام السوري لقمع معارضيه، حيث تقوم هذه العصابة بكل أنواع الإجرام دون أي رادع من دين أو قانون أو خلق أو إنسانية.
ولعل فلسفة ومفهوم الشبيحة من حيث العموم ينطبق على كثير من الأنظمة والحكومات وهو استخدام مجموعة من المجرمين والمأجورين والسفهاء للهجوم على الخصوم مع اختلاف الوسائل، ولكن تبقى الفلسفة واحدة.
وقد ظهر لدينا في الكويت في السنوات الاخيرة هذا المفهوم بمعناه الفلسفي وهو استخدام بعض أقطاب الحكومة والمتنفذين لمجموعة من الساقطين وخريجي السجون ومدمني الخمور للهجوم على معارضيهم بأساليب أقل ما يقال عنها إنها «واطية» وسوقية وخسيسة تغيب عنها كل معاني الاخلاق والأدب، ولعل شبيحة الكويت ظهروا لنا في هذه الايام بشكل لافت ومفاجئ بعد سبات عميق، فهم في الواقع مرتزقة يحركون كيف ومتى شاء معازيبهم، وراحوا عن طريق إحدى الفضائيات الساقطة يهاجمون النواب والكتّاب وكل من له رأي أو وجهة نظر ضد الحكومة وممارساتها وفسادها.
لقد وصلت بهم الجرأة الى أن تظهر إحداهن على هذه الفضائية وتحرض بشكل سافر للتطاول على المقام السامي، بل راحت توزع جهالاتها على الجميع الى أن وصل بها الحد أن تتمنى زوال عافية وصحة نواب المعارضة وتتهم الآخرين بأنهم تكفيريون وتتكلم بجهل وسفاهة عن كل من يعارض هذه الحكومة الفاشلة، والأدهى من ذلك أن يتبعها ذلك السفيه الكبير ذو التاريخ الاجرامي خريج السجون ليظهر لنا موهبته في السب والوقاحة والانحطاط الخلقي الذي يتمتع به وانتهاء بجاهل يخرج لنا على فترات يظهر لنا الآن ليدعو الناس للخروج الى ساحة الارادة للتظاهر ضد المعارضة ودعما للحكومة.
إن معسكر القبيضة ومن وراءهم لن يتركوا الساحة تتجمع ضدهم في قضية عادلة مثل الايداعات المليونية، ولكنهم في البداية سكتوا وامتصوا الصدمة ثم في هذه الايام حركوا الشبيحة الجدد ليعربدوا ويسفهوا ويصرفوا أنظار الناس بأساليبهم الدنيئة وألفاظهم «الواطية» المنحطة التي تدل على شخصيات هؤلاء دون شك.
إن الفساد وأهله لن يقفوا مكتوفي الايدي، بل سيحاولون بشتى الوسائل والأساليب صرف أنظار الناس والرأي العام عن قضية القبيضة والايداعات المليونية، فعلى النواب الشرفاء والكتل النيابية والتيارات السياسية ومؤسسات المجتمع المدني أن ينتبهوا لهذه الاساليب وألا ينجروا وراء هؤلاء، وأن يكون هناك حسن ادارة لهذه القضية الكبيرة والتي لا شك انه بنجاحهم في إدارتها فإن النتيجة ستكون سقوط الحكومة وجميع أبواق الفساد والإفساد التي تؤيدها وتسير في ركبها.
تعليقات