ثقافة الإحتجاج في الكويت تتصاعد

زاوية الكتاب

الزيد يرجعه لفساد الحكومة والسلطة السياسية وتردي أحوالهما

كتب 2022 مشاهدات 0

جانب اعتصام الطلبة الخميس الماضي

ثقافة الاحتجاج تتصاعد
زايد الزيد

مظاهر الاحتجاج التي تشهدها البلاد حاليا تجاه الحكومة ، والمتمثلة في التجمعات الشبابية ، أو تلك التي نظمتها القوى السياسية ، أصبح هناك ماينافسها في دائرة الحراك السياسي العام ، وأعني الاضرابات العمالية والمهنية ، والاعتصامات الطلابية !

وهذه وتلك ، أي التجمعات الاحتجاجية السياسية من جهة ، والاضرابات والاعتصامات الطلابية من جهة أخرى ، تشير إلى أكثر من معنى ، فهي تعني أن وضع الادارة السياسية في البلد مصاب بالشلل ، وهي تعني أن وضع الادارة الحكومية متهالك إلى حد بعيد ، وهي تعني اليأس حتى من المؤسسة التشريعية وأعضائها ، وهي تعني أيضا الغياب التام لدور مؤسسات المجتمع المدني !

وأنا أزعم ، أن رياح التغيير التي هبت علينا من الربيع العربي ، كان لها دور كبير ، في هذا الحراك الذي تنوعت روافده ، فبعدما كان الأمر مقتصرا على النشاط السياسي ، دخلت الفئات العمالية والمهنية والطلابية ، إلى حلبة الصراع الدائر منذ فترة ، مما سيؤثر حتما في مستقبل التحركات الاحتجاجية والناقمة على الحكومة ، صحيح أن مطالب الفئات العمالية والمهنية والطلابية ، محددة ، وحلولها بالنسبة للسلطة السياسية ، أسهل بكثير من مطالب التجمعات الاحتجاجية ذات الطابع السياسي ، فمطالب تلك الفئات تنحصر في إقرار كوادر وظيفية أو زيادات مالية ، أو تعديل قرارات وزارية ( بالنسبة للمطالب الطلابية ) ، ومع ذلك فإن الاضرابات والاعتصامات الطلابية حتى لو لبّت السلطة مطالبها ، وانتهت مظاهرها الاحتجاجية ، فإن هذا لايعني أبدا عزل فئتي الموظفين والطلبة عن الاحتجاجات السياسية وأجوائها ، ففساد الحكومة وتردي أحوالها ، ساهما كثيرا في خلق ثقافة الاحتجاج في المجتمع كله بشكل لم يكن مألوفا من قبل بهذا الحجم وهذا الشكل !

لذا ، فإن من المؤكد أن ' التغييرات ' أتية لاريب فيها ، فالاحتجاجات متصاعدة ، والسلطة السياسية _ أي سلطة سياسية _ مضطرة للاستجابة لدعوات التغيير ، هذه سنة كونية ، والعاقل من اتعظ بغيره ..

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك