النشمي- قائد الوسطية- يرفض الترحم على ستيف جوبز-خليل حيدر مستغربا!!

زاوية الكتاب

كتب 2268 مشاهدات 0

عجيل النشمي

لم يجد الشيخ عجيل النشمي، احد قادة «الوسطية الاسلامية» في الكويت، اي حرج، ولم يتردد «في حسابه على تويتر»، كما جاء في الصحف، الوطن 2011/10/7، وفي مفتتح القرن الحادي والعشرين، ويقينه من ان كلامه سيترجم الى مختلف اللغات، وسيحسب سلباً على الاعتدال والتسامح والحوار الاسلامي المسيحي، لم يجد اي حرج في ان يحذر من الترحم على «ستيف جوبز»، احد عمالقة تطوير الكمبيوتر ومؤسسي شركة «ابل»، وواحد من اهم المبتكرين الأمريكيين، الذي توفي بالسرطان في نيويورك اخيراً عن 56 عاماً.
لا أدري ان كان احدهم قد استفتى د. النشمي في «الموقف الشرعي للمسلم من مصير جونز» مثلا، ولا يدري أحد عن السبب الملح الذي جعل المفتي شبه الرسمي للبلاد واستاذ كلية الشريعة واحد ابرز مراجع التمويل و«المصرفية الاسلامية»، واحد أكثر الشيوخ المنعوتين بـ «الاعتدال»، يبرز هذه «النقطة الشرعية»، والمخترع الأمريكي لم يبرد جسده حتى الآن! أما كان الأولى به ان يتريث قليلاً، ويركز مثلاً على عطاء هذا العبقري، وكيف ينبغي ان يكون قدوة يقتدى به بين عرب ومسلمي الولايات المتحدة واوروبا؟ أما كانت هذه مناسبة مثلاً للاشارة الى افتقار العالمين العربي والاسلامي الى الصناعات الالكترونية على الرغم من وجود الكثير من العقول الجبارة بينهم داخل هذين العالمين وفي المهاجر والمنافي؟.
اما كان الاولى به أن يتأمل بعمق افضال الغربيين والنصارى وغيرهم من عظماء الاختراع والصناعة والالكترونيات والكمبيوتر على حياة المسلمين منذ عشرات السنين حتى اليوم؟ الا يعرف مثلا ان المسلمين كانوا سيموتون بالملايين بالجدري والكوليرا والطاعون وشلل الاطفال والسل والسرطان وعشرات الامراض الاخرى لولا الطب الغربي وجهود علماء واطباء أوروبا وأمريكا؟.
أما كان يعلم ان المصارف الاسلامية ما كانت قادرة على كسب كل هذه الارباح لولا عباقرة الرياضيات والكمبيوتر هناك، ولولا ان الدينار والريال والدرهم تستفيد من الاستقرار الدولي؟ الا يحسب للغربيين والنصارى كل هذه التسهيلات التي يوفرونها للمسلمين من طائرات وسيارات وتلفونات ومكيفات ومساعدات، وما يوفرونه لابناء العرب والمسلمين في الجامعات الأوروبية والأمريكية من تعليم وتدريب وتخصص، لولاه لما كان للعالم الاسلامي ان يستطيع تطوير موارده او مداواة شعوبه او تغذية جائعيه او حتى بناء قراه ومدنه!.
حذر د. عجيل النشمي من «الترحم» على مؤسس ابل، غير ان هذا التحذير لا يكاد يذكر بين فتاوى وآراء الشيخ عجيل الاخرى، والتي قد نبحثها في مقالات مطولة! فمن فتاوى الشيخ عام 2001 مثلاً، تأييده للعمليات الانتحارية في فلسطين والتي اعتبرها «عمليات استشهادية». (فتاوى الواقعات السياسية، ياسر عجيل النشمي، 2006) ونحن نرى الآن بأعيننا كيف دمرت هذه العمليات الحمقاء الانتفاضة الفلسطينية واحالت حياة اهل غزة بعد الهجوم الاسرائيلي الى جحيم، وقضت بشكل كامل على التعاطف الشعبي الدولي مع الشعب الفلسطيني، بما في ذلك «حركة السلام الآن» داخل اسرائيل نفسها، وله فتاوى اخرى في العراق وأفغانستان والموقف من الولايات المتحدة والاخوان المسلمين وتحويل اموال الزكاة وقضايا كثيرة تحتاج الى اعادة نشر وتحليل واطلاع القراء عليها.
ومن حق د. النشمي ان يتبنى ما يشاء من آراء، وان يفتي كما يشاء، ولكن لا يحق له في الوقت ذاته التحدث باسم الوسطية والاعتدال والتسامح.. ومصالح الكويت! ما الذي يقوله لطلبة كلية الشريعة حول هذه المواضيع؟ انه للاسف لم يستوعب الكثير من تجربته ومن تجربة الكويت، واستوعب اقل من ذلك بمتابعة تطورات العصر ومشاكل العالمين العربي والاسلامي.. ودعوة اردوغان الى الدولة العلمانية!.

خليل علي حيدر

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك