أطراف عديدة من الحكومة وبعض أبناء الأسرة والنواب موالاة ومعارضة، هى من ضيعت البلد برأى مبارك المعوشرجي

زاوية الكتاب

كتب 1752 مشاهدات 0


الراى

 

 ولي رأي / من ضيّع البلد؟

 

تعيش الكويت اليوم فوضى عارمة... اختلالاً شديداً في الأمن، وضياعاً لهيبة الدولة، واعتداءات على المسؤولين في مكاتبهم، وعلى رجال الأمن في مواقعهم، اضرابات من طلاب المدارس الابتدائية، حتى دكاترة الجامعة والتعليم التطبيقي، واعتصامات بين الموظفين المدنيين مطالبين بمساواتهم بالعسكريين، ومطالبة الإداريين باعطائهم امتيازات الفنيين حتى كادت الحياة أن تتوقف في البلد ونصل إلى حالة قريبة من العصيان المدني... والمتسببون بذلك أطراف عدة أولها:

حكومة هشة رخوة صامتة تقابل كل تجاوز ومطالب بتنازل وتراجع وإذا ضعف الحكم «الكل يحكم»، حكومة مشكلة من وزراء محاصصة لم يقدم القديم منهم أي انجاز أو إيجاد حل لأي قضية عالقة، ومن الطبيعي لن يستطيع الجديد منهم في هذا الجو من تحقيق أي هدف أو انجاز، حكومة اعتاد رئيسها على كثرة الغياب خارج البلد بسبب وبلا سبب خرج، خرج منها الشيخ أحمد الفهد الرجل القوي فيها خوفا على مستقبلة السياسي بعد استجواب قوي لاحساسه بتخلي زملائه الوزراء ومن كان يثق بهم من نواب عنه بصورة مريبة، وحكومة تركها وزير الإعلام والمواصلات فيها سامي النصف بحجة المرض بعد أن شعر بضخامة المسؤولية وضعف الصلاحيات وكثرة التدخلات، أما وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الناطق الحكومي الرسمي المفترض، وبعد معركة كلامية طالت نيرانها كل المعارضين... شور به السيد الصجي دكتور وليد الطبطبائي الذي اتهمه بالرشوة ونسي الراشي، فخرج من البلد مصابا بذبحة صدرية.

وبغياب هؤلاء أصبحت حكومتنا المسلوبة الإرادة كالأفلام القديمة الصامتة، وحتى يعقد المجلس جلساته بعد العطلة الصيفية، ويلتقي النواب المتخاصمون مع الحكومة المتهمة بالفساد والإفساد، وينتقل الحوار حيث يجب أن يكون داخل مجلس الأمة، نتمنى أن يعالجوا هذا الانهيار الذي أصاب البلد، ويوقفوا حالة العصيان المدني التي وصلنا إليها.

أما الطرف الثاني فهو نفر من أبناء الأسرة الحاكمة دفعتهم شهوة الحكم إلى إصدار الصحف اليومية، وتأجير القنوات الفضائية، وتوظيف الكتاب والناشزين سياسياً لنقد وشتم والحط من قدرة منافسيهم من أبناء العم، والإساءة لكل رمز شريف في البلد يخالفهم الرأي، والتطاول على كل مؤسسة وطنية عصت عليهم حتى ضاعت هيبة الأسرة وشرفاء البلد ومؤسساته، وتجرأ عليهم الغوغاء والجهلة وذوو الأطماع غير المشروعة.

أما الطرف الثالث فهم فئتان من النواب، أولاهما من باع حقوقه الدستورية وصلاحياته البرلمانية سعيا للكسب السريع دون اهتمام بمصلحة الوطن لمن يدفع اكثر، والأخرى من اعتادوا على اتهام كل من يخالفهم الرأي بالعمالة والخيانة والفساد وكلما فشلوا في تحقيق هدف داخل المجلس دفعوا موظفيهم وأصحابهم إلى الساحات الخارجية شادين الشعور، ناتفين اللحى، حاثين الناس على التمرد والخروج على القانون مطالبين لهم بامتيازات لا يستحقونها، واعفائهم من واجبات واستحقاقات للدولة بحجة الحرية الشخصية وحرية الرأي والعدالة والمساواة، فنراهم متصدرين كل اعتصام ومظاهرة، حامين كل معتد ومتجاوز من تطبيق العدالة عليه، أو أخذ الحق منه. 

والمسؤول الأكبر نحن الشعب لاختيارنا هذه النوعية من النواب تخدمنا كأشخاص دون النظر إلى العدالة ومصلحة الوطن، والسكوت عن تجاوزات الحكومة وعدم نقد أبناء الأسرة بصوت عال ليوقفوا هذه المعارك الكلامية بينهم مجاملة وحياء... وأخشى ما أخشاه أن يضيع البلد مرة أخرى ولا نجد من يعيده إلينا، وعلى نفسها جنت براغش.

مبارك المعوشرجي

الراى

تعليقات

اكتب تعليقك