د.عبدالله يوسف سهر يؤيد دفاع الدعيج عن التجار، لكنه يرفض تسمية منتقديهم بـ«جويهليو المعارضة الجديدة»

زاوية الكتاب

كتب 1716 مشاهدات 0


الوطن

 

الدفاع عن تجار الكويت

 

د. عبدالله يوسف سهر

أنا

كتب الأستاذ عبداللطيف الدعيج مقالا مثيرا بعنوان «جويهليو المعارضة الجديدة» وأشار فيها الى الحملة الشنيعة التي يتعرض لها تجار الكويت وعلى رأسهم بعض العوائل الكريمة وقد ذكر بعضها كعائلة الصقر والغانم والخرافي الكرام.وقد أتهم في مقاله هذا التوجه الاعلامي الذي يقوده من أطلق عليهم «جويهليو المعارضة» الجديدة التي يكيل كتابها في مختلف الوسائل الاعلامية التهم والشتم للتجار، في الوقت الذي يستحى «الجميع» الدفاع عن تجار الكويت.أولا قد لا أتفق مع تسمية من سماهم الأستاذ الدعيج بالجويهليين لكون تلك التسمية متعلقة بعائلة كويتية كريمة لا يجب اقحامها في التسميات مهما كان موقف فرد أو أفراد ينتمون لها.ولكن ما هو أهم هو الجملة الأخيرة التي وردت في المقال هو ان يستحي الجميع الدفاع تجار الكويت أو العوائل التي عرفت بتجارتها. قد لا نتفق مع هذا التعميم بالحكم بأن الجميع يستحي من الدفاع عن التجار، لكن الحق يقال بأن البعض يرى بأن الدفاع عن التجار أصبح رافدا للهجوم الشخصي عليه لذلك يبتعد عن قول كلمة الحق عملا «بسد باب الريح».في تقديري أرى بأن تجار الكويت وبوجه خاص تلك العوائل التي ذكرها الأستاذ عبداللطيف وغيرها دون ذكر أسماء لها فضل كبير على الكويت والكويتيين في الماضي والحاضر وكذلك ستكون في المستقبل. الكويت هي في الأصل دولة تجارية وهذه هي الحقيقة التي تكمن فيها أسباب ولادة الديموقراطية ونمو التعددية والابداع والريادة التي شهدتها الكويت.التجارة الكويتية لم تقودها الحكومة في السابق بل كان أبطالها الكويتيون الذين ثابروا فصنعوا مجتمعا حرفيا ومهنيا مبدعا في كافة الفروع والميادين.التجار هم الذين كان لهم الفضل على المستوى السياسي في دعم الديموقراطية، وكان لهم الفضل في الحفاظ على التعددية، ولهم الفضل أيضا في المساهمة بتخفيف حالة الضعف والهوان في الكثير من أوقات الضنك والجوع التي مرت على الكويت وأهلها.التجار هم الذين غذوا دول الخليج بالسفن التي كانوا يمتلكونها وامتدت الى سواحل أفريقيا وبلاد الهند محمولة برجال الكويت واسمها.قبل عصر النفط لم يكن التوظيف عند الحكومة بل عند القطاع الخاص الذي أسسه ورعاه التجار فحافظوا على كرامة الكويتيين.العقلية التجارية التي يمتاز بها التجار الكويتيون هي عقلية رائدة أسست للبناء الاقتصادي في الكويت في الستينيات والسبعينيات وانطلقت الى دول الخليج بابداعاتها وتألقها فأنتجت اقتصاديات تنافسية عصرية تساهم في دفع عجلة التنمية.والحقيقة هي ان من جملة الأسباب التي دعت لتدهور وضع الكويت اقتصاديا وتنمويا مقارنة ببعض نظرائها في دول الخليج هو بسبب تلك القيود والعراقيل والبيروقراطية التي فرضت على التجارة والتجار الذين لم يجدوا مناصا الا بالخروج برؤوس أموالهم وبنات أفكارهم لتلك الدول التي تشهد نهضة تنموية نغبطهم عليها.العقلية التجارية الفذة التي واكبت بناء الدولة الحديثة بعد الاستقلال هي التي صنعت بعض القوانين التي نعيش بفضلها. ومن الجدير ذكره أن تلك العقلية التجارية المبدعة هي التي جعلت الكويت تكون العضو الأول وبالأصالة على مستوى دول الشرق الأوسط في منظمة التجارة العالمية حيث دعموا توجه الحكومة لدخول اتفاقية الغات في الستينيات والتي تحول أعضائها تلقائيا كأعضاء في هذه المنظمة في منتصف التسعينيات في قراءة فريدة ومتميزة لدور الاقتصاد العالمي وضرورة مواكبته انسجاما مع طبيعة الكويت كدولة تجارية. وحتى نكون أكثر صراحة فالعوائل الكويتية الكريمة التي عرفت بتراثها التجاري لها مساهمات وفضائل كثيرة ولا يمكن بأي حال من الأحوال ان يلوث سمعتها أو يقلل من دورها فرد شاذ يحمل لقبها أو قلم كاتب شارد يريد تشويه اسمها، خاصة من خفافيش الانترنت الذين لا يواجهون الا من خلف الكواليس.شخصيا لست بتاجر وليست من عائلة تجار لكنني أجد نفسي أمام الواجب للدفاع عن هؤلاء التجار وتلك العوائل الكريمة عرفانا بدورهم في الماضي والحاضر ودعما لمكانتهم في المستقبل.

 

مع

من المؤسف أن تكال التهم القبيحة على بعض العوائل التي عرفت بارثها التجاري وتحميل البعض ممن لا يعرف تاريخ الكويت وزر بعض المشاكل على التجار.ومن المؤسف بأن تقف بعض القوى والمفكرين مكتوفي الأيدي عن قول كلمة وشهادة حق.من المؤسف بأن الحقد والحسد الذي يعشعش في عقول بعض العاجزين ضد المتميزين لم يجدوا غير كيل التهم والشتم من خلف جدار.لا يعرف هؤلاء بأن أحد أسرار خلطة الديموقراطية التي ينعمون بها صنعت في معامل التجار.

 

ضد

لاشك ان للتجار مساهمات كبيرة في تاريخ الكويت ومستقبلها أيضا لكن الهجمة التي يقودها البعض ضدهم عبر شبكات الانترنت والتواصل الاجتماعي هي حصيلة ما يقوم به البعض من ممارسات فاسدة باسم التجارة.وحتى لو كانوا هؤلاء الفاسدون قلة لكنهم قد أحدثوا أثرا كبيرا في مشاريع التنمية والبنية التحتية فأصبحت معظمها إما حبراً على ورق وإما مباني تالفة قبل ان تشغل.لذلك يجب الاشارة الى ان العدو الأول لأغلب التجار هم بعض التجار.

 

د.عبدالله يوسف سهر

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك