استحي يا حكومة وحسني من خدماتك أولا ثم فكري في رفع الضرائب وأسعار الخدمات.. عبدالله العدواني

زاوية الكتاب

كتب 1172 مشاهدات 0


 

الانباء

استحي يا حكومة!

طالعتنا حكومتنا الرشيدة نهاية الأسبوع الماضي بخبر مفاده أنها تعتزم رفع أسعار الخدمات التي تقدمها بالتزامن مع زيادة مرتبات موظفي الوزارات والهيئات الحكومية على اعتبار أن رواتب موظفي الدولة زادت في السنوات الـ 15 الماضية دون أن يواكبها أي رفع في أسعار ما تقدمه الدولة من خدمات.

وهو ما يعني أن الخدمات الجليلة التي تقدمها الحكومة للمواطن لن تكون بثمن قليل، فهي سترفع أسعار الخدمات الممتازة هذه لأن المواطن بصريح العبارة يستغل الدولة و«يقصقص ريشها» ويعيث في الأرض فسادا، على قولة إخواننا المصريين «طالع واكل نازل واكل» والدولة مسكينة صابرة على المواطن 15 سنة وهو لا يشعر بما تعانيه! الله أكبر

ويقول الخبر إن الحكومة كانت تنوي منذ 4 سنوات الإقدام على هذه الخطوة لسد بعض العجز ومواجهة زيادة الأعباء المالية عليها وهي ترى أن الفرصة مواتية الآن، و«اللذيذ» في الخبر ان حكومتنا ـ الله يعافيها ـ توقفت عند الغاز وسألت نفسها لماذا لا نكون مثل دول الخليج ويتم تغيير اسعار اسطوانات الغاز وحجمها بحيث يتم رفع أسعار الغاز المستخدم في البيوت بنسبة 50% وفي المطاعم بنسبة 100%.

حكومتنا أيضا ترى ان الدولة في حاجة إلى إعادة تسعير معظم خدماتها التي تقدمها للمواطنين والمقيمين، لأن الرواتب وأسعار العقارات ومداخيل المواطنين والمقيمين تغيرت وارتفعت دون أن يقابلها تغيير في أسعار ما يقدم من خدمات! ما شاء الله.

السؤال هنا، ما الخدمات التي تقدمها حكومة الشيخ ناصر المحمد؟ وهل الحكومة طورت الخدمات منذ عشرات السنين؟ وهل المواطن وحتى المقيم الآن يجد الخدمات الحكومية على أعلى مستوى ولا يلجأ للقطاع الخاص في قضاء حاجياته المعيشية؟

نعترف بأن لحكومة الشيخ ناصر إنجازات في قضايا حساسة ومتنوعة، في عهد هذه الحكومة ضربت الوحدة الوطنية وتم تفضيل فئة على أخرى، حكومتنا لها إنجاز تاريخي في القمع والسحل والضرب الذي امتد للنواب والأساتذة، وهي صاحبة إنجاز غير مسبوق في تعطيل عجلة التنمية التي رصدت لها مبلغ ضخم وهو 37 مليار دينار!

أما ما يحسب لحكومة ناصر المحمد ولم نشهد له مثيلا في العالم فهو قضية «القبيضة المليونية» للراشي والمرتشين والتي وصل صداها الى بلدان أخرى، وإن كانت الشعوب تنظم مليونيات ضد حكوماتها، فنحن ولله الحمد لدينا حكومة تفرق الملايين على «نواطير» سراق المال العام من الممثلين على الأمة!

استحي يا حكومة، ألا تخجلين من نفسك، التعليم مترد وفي حالة يرثى لها، والصحة متهالكة والمستشفيات بحاجة لعلاج عاجل والمواطن ينتظر بالساعات ليراجع الطبيب وبالأيام ليجري التحاليل وبالأشهر لعمل السونار وبالسنوات لإجراء العمليات، وكم من مريض مات قبل موعد العملية الذي تأخر كثيرا.

الشاب ينتظر حتى يصبح كهلا ليحصل على الرعاية السكنية، ومثال علي ذلك كاتب هذا المقال، حيث أنتظر منذ تزوجت قبل 11 سنة ولم أحصل على هذه الرعاية، وغيرها الكثير الكثير من المشاكل التي تتسبب فيها الحكومة للمواطن.

هل تستكثر الحكومة علينا أن يكون لدينا ثمن الأدوية من الصيدليات وثمن أجرة الطبيب في المستشفيات الخاصة، هل تستكثر الحكومة علينا أن ندخل طفلا من أبنائنا إلى المدارس الخاصة.

استحي يا حكومة وحسني من خدماتك أولا ثم فكري في رفع الضرائب وأسعار الخدمات، ويكفينا نهش التجار وزيادة أسعار السلع الغذائية والخدمات الأخرى التي قد تصل نسبة الزيادة فيها منذ 5 سنوات فقط إلى 300%.

نريد أن نعرف ما هي وظيفة الحكومة بالله عليكم.. هل مهمتها تحسين أحوال الشعب وطلب رضاه، أم تكديره وتعكير صفوه وإذلاله ليل نهار.. أفيدونا أفادكم الله؟!

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك