نواب المعارضة هم، برأى سعود السبيعي خوارج الدستور الذين استبدلوا بمجلس الأمة أربعاء الذمة
زاوية الكتابكتب أكتوبر 6, 2011, 11:25 م 1461 مشاهدات 0
الأنباء
النوارس تريد إسقاط الرئيس
الجمعة 7 أكتوبر 2011 - الأنباء
يوم الأربعاء الماضي، تجمع بعض النواب في ساحة الإرادة جاءوا يجطل كل منهم أتباعه يرتدون ثيابهم وغترهم البيضاء كأنهم طيور النورس على ساحل الخليج، جاء بهم النواب ليلقوا على مسامعهم ما كانوا قد سمعوه منهم من قبل آلاف المرات «حكومة فاسدة ورئيس فاسد ولا شريف»، فالكويت سوانا وعلى كل من يريد أن يدفع عن نفسه شبهة الفساد أن يتبع خطاهم ويغتسل بماء تجمعاتهم ويتحول إلى طائر نورسي يردد معهم ما تيسر له من سيئ القول وصنوف الاتهام.
لقد بدا واضحا على المشاركين فقدان التوازن والدوران حول أنفسهم واستبد بهم الغضب والانفعال، فكلما تعالى التصفيق ارتفع معه سقف البذاءات وتفاقمت حالة الهستريا والهذيان وتوارى العقل والمنطق في فضاء الضجيج وتناثرت الكلمات فارغة دون مفردات كأنها طلقات صوتية دون بارود. ما الذي أوصلهم إلى هذه الحال يا ترى؟ هل هو الفساد؟ فإن كان هو كذلك كما يزعمون فإن أسوأ انواع الفساد هو الخروج عن الأطر الدستورية واقتضاء الحقوق بطرق غير شرعية. لقد استبدلوا بمجلس الأمة أربعاء الذمة وجمعة الغضب والعنب وأخذوا يجوبون الشوارع يطالبون بالحرية وبالإمارة الدستورية والحكومة الشعبية وكأنهم في جماهيرية القذافي، وطالبوا بحل المجلس دون أن يعلم هؤلاء أن النوايا الفاسدة والآراء المنحرفة هي عقائد خارجة عن القانون في بلد ديموقراطي يؤمن أهله بالحوار الحضاري ويؤمنون بالكتل السياسية ويكفرون بالمليشيا الفوضوية، فمن فسد رأيه وضل فكره أشد شرا وضرا ممن فسدت ذمته المالية، فالفاسدون رأيا وفكرا هم خوارج الدستور الذين استبدلوا بمجلس الأمة أربعاء الذمة، يبحثون في ذمم غيرهم ويخبئون ذممهم، قالوا إن مجلسا تشريعيا كهذا لا يشرفنا العمل من خلاله ونربأ بأنفسنا عن التعامل مع أعضائه. إذن، ما الحل؟ أليس أجدى لمن يزعم الشرف أن يستقيل ويريح ويستريح مادام لا يشرفه العمل مع مجلس كهذا وعجز عن إثبات وجهة نظره وإقامة الدليل والحجة على اتهام الآخرين في بيت الأمة من خلال الوسائل الدستورية وهرب إلى الشارع يشحذ الهمة، فإذا سلمنا بخيار اللجوء الى الميادين والساحات الترابية واعتمدناها منهجا وأسلوبا لإقالة الحكومة ورئيسها فما الجدوى من المؤسسة التشريعية ودستورنا الذي بلغ من العمر 50 عاما لم يعان منذ نشأته من الاهانة والاستهتار مثلما عانى في سنواته الثلاث الاخيرة التي تكاثر خلالها أرزقية العمل السياسي بكل صلافة وصفاقة وانتشر تجار الأنفار لاستخدام السذج كفرق تحمل مسميات سياسية تدعي النضال والكفاح الوطني بينما هم على منهج «أكل العيش يحب الخفية»؟ وتوحدوا يزعمون مزاعم الفرزدق يتوعدون بإسقاط رئيس وزراء الكويت وحكومته هكذا وبكل بساطة وفي الهواء الطلق وفي ساحة ترابية لم يتواجد بها سوى 500 شخص، وكأن تجار البسطات السياسية أصحاب الفضل والمنة عليه ولا كأن سمو رئيس الوزراء جاء برغبة أمير دولة دان له التاريخ وشهدت له المحافل الدولية بحنكته وشجاعته وبعد نظره وصلابة موقفه وكان محل ثقة وتقدير الملوك والرؤساء قبل أن يبصر النور الطارئون على العمل السياسي من النواب ومعازيبهم وتابعيهم!
إن صاحب السمو الامير الشيخ صباح الاحمد رجل لا يرهبه تهديد ولا وعيد، يحترم مواثيقه ويقدر رجاله وينزلهم المنزلة التي يستحقون ولن يفرط في أحد منهم مادام ملتزما بما أقسم عليه وأخلص للكويت، وسمو الشيخ ناصر المحمد من الذين تتلمذوا على يدي صاحب السمو الأمير ونهل منه أدبيات العمل السياسي وأخلاقيات التعامل الإنساني، فشتان ما بين من كان معلمه صباح الأحمد ومن كان معلمه طاووس ساحة الإرادة.
تعليقات