على الطراح محذرا من عواصف نتنة تهب علينا، مؤكدا أننا رغم تبادل بيانات الاستنكار لحادثة حولي سنرجع بالخفاء لنمارس لعبة الانقسام والتعبئة ضد بعضنا البعض
زاوية الكتابكتب يناير 14, 2008, منتصف الليل 512 مشاهدات 0
عواصف نتنة تهب علينا
د.علي الطراح
نغضب ونثور ويعترينا الخوف على هذا الوطن عندما نتيح الفرصة للعب بنسيجنا الاجتماعي. شعرت بالخوف عندما طالعتنا صحفنا بخبر قذف مكتبات السنة بالحجارة والبيض وجرني الحدث لتذكر ما قام به البعض المتعصب الأعمى من السنة ضد الشيعة وتذكرت شعارات القبيلة التي روج لها في الآونة الأخيرة وتذكرت كيف غفلنا عن شعار الوطن، الخيمة والملاذ لكل ألوان النسيج الاجتماعي الذي اخترق بفعل المحلية قبل العوامل الخارجية. من السهل ان نلوم غيرنا ولكن من الصعب ان نهدأ ونفكر في مسؤوليتنا جميعا في تقييم مسيرتنا وحصر إخفاقاتنا. كلنا شاركنا في التباعد ومنحنا المتعصب الفرصة في اختراق نسيجنا الاجتماعي واليوم والغد ندفع ثمن السكوت وغياب الحكمة.
في العراق الذي لا يبعد إلا كيلومترات،القتال على الهوية وفي لبنان الانقسام بين الموالاة والمعارضة تزكيه رائحة كريهة، وفي فلسطين اشارة وعبرة لمن يساوم على المذهبية فها هم يتصارعون في الطائفة الواحدة،انه صراع على السلطة والثروة والاستفراد، وربما نستذكر المشهد العراقي لنقول صراع الشيعة والشيعة وصراع السنة والسنة وصراع القبيلة والعشيرة انه صراع التجزئة والانقسام في الصف الوطني، عندما يغيب عن الدولة مشروعها الوطني وتتراجع الى الوراء وتترك الساحة للمتعصب ليمارس تعصبه كيفما يشاء دون اكتراث لما يحمله التعصب من خطر على مشروعها الوطني، فقد غاب عن الدولة دورها الريادي في رفع شعار المواطنة ودفعت بالمذهبية والقبلية كشعار للمرحلة.
من حق الجميع ان يمارس معتقده دون تجريح للآخر، ومن حق الجميع على الجميع ان يدركوا بان للوطن حقا لا يمكن ان نخضعه لحسابات آنية تأتي لنا بما هو مخيف ليطل علينا بشبح الانقسام دون ان نحرك ساكنا ونهتز لما يحمله من مخاطر تعصف بنا وتفتت وحدتنا الوطنية.
الحكمة والعقل هما ما نحتاجه في وقت تعصف بالمنطقة عواصف كريهة تحمل رمال التفتت والانقسام لتضرب جدار الوطن، فلنفكر بحكمة ونقوي جدارنا الوطني ونتذكر التاريخ فأحداثه قريبة تدعونا ان نتعلم بان الانكسار والهزيمة ليس بفعل الخارج بقدر ما للداخل من ثقل وقوة في تحقيقه وهو ما نخشاه ان يتحقق، ولنتذكر بان المسؤولية مشتركة ولا نتعجل في لوم الآخر فقط لكي نتصيد الهفوات ونبدأ بقذف الآخر ونخضع الوطن للعبة السياسية المقيتة ولنتذكر لا رابح بيننا عندما ينقسم الوطن وتخترق خيمته ثغرات العواصف الكريهة.
سوف تتقاذف بيانات الاستنكار من كل حدب وصوب ونعتقد بأننا أدينا مسؤوليتنا ونرجع بالخفاء لنمارس لعبة الانقسام والتعبئة ضد بعضنا البعض والخوف ان يأتي الوقت لنبكي الفعل الأحمق الذي ما رسنا تحريكه بأيدينا وليس بأيدي غيرنا.
وعلى المحبة نلتقي،،
تعليقات