تداعيات الخلافات حول قرار الملك
عربي و دوليهل خلاف المؤسسة الدينية حول حقوق المرأة بداية لتفككها ؟!
أكتوبر 1, 2011, 8:11 م 7920 مشاهدات 0
لا زالت أصداء قرار خادم الحرمين الشريفين بإعطاء المرأة السعودية حقوقها السياسية نقطة شد وجذب بين رجال الدين في المملكة، ففي خطوة غير مسبوقة، وجه الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى السابق وعضو هيئة كبار العلماء انتقاداً نادراً للعاهل السعودي عقب قراره منح المرأة السعودية حق الانتخاب والترشح في المجالس البلدية وحق التعيين في مجلس الشورى.
ونفى اللحيدان لقناة 'المجد' الفضائية علمه بقرار الملك عبدالله قبل صدوره، قائلاً 'كان بودي لو أن ولي الأمر لم يقل إنه شاور هيئة كبار العلماء أو بعضهم'.
وأضاف إنه كان الأولى بالملك أن يقدم قراره على أنه رأيه هو وأن يطالب من يرى التحريم حجته لا أن ينسب القرار إلى رأي أحد من كبار العلماء. وأكد اللحيدان إنه أقدم عضو في الهيئة ورغم ذلك فإنه لم يستشر بخصوص توجهات الملك الجديدة على الإطلاق. وقال 'بالنسبة لي لم أعلم بأي شيء يتعلق بقرار الملك قبل سماعي لكلمته' التي أعلن فيها القرار.
ويعارض اللحيدان انتخابات مجلس الشورى من حيث المبدأ ويقول إنه يعني 'الانتقاص من أهلية ولي الأمر للولاية'. وقال إن الشورى هي من صلاحيات الملك ولا تكون بترشيح من الناس. وتابع ' الأصل أن ولي الأمر لا يفرض عليه أناس يستشيرهم ولا يحل ذلك، فإذا كان وضع ولي الأمر أنه يحتاج إلى من يفرض عليه فمعنى ذلك أنه ليس أهلاً للولاية'.
وعلى النقيض من ذلك، أكد مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، أن الكلمة التي تضمنت القرار الذي وجهه الملك عبدالله بشأن السماح للمرأة الحصول على عضوية مجلس الشورى وحق الترشح للانتخابات البلدية والانتخاب 'كلها خير'، وقال 'أرجو من الله التوفيق والهداية والسداد'.
وعن تركيز خادم الحرمين الشريفين في حديثه على الضوابط الشرعية، قال المفتي “نحن في بلد الإسلام، وأرجوالله أن يثبتنا على الحق، ويرزقنا الاستقامة والهدى، وألا يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا”.
يأتي ذلك في وقت يرى فيه مراقبون إن تصريحات اللحيدان تعني تدشين مرحلة جديدة في العلاقة بين المؤسسة الدينية السعودية والسلطة عنوانها الصراع، ويتوقع المراقبون أن يؤدي الغضب المتوقع من انتقادات اللحيدان إلى مجموعة من القرارات الهادفة إلى الإطاحة برموز المؤسسة الدينية وإنهاء نفوذها الواسع في الدولة والمجتمع.
وكان الملك عبد الله أعلن عن منح المرأة السعودية حق الانتخاب والترشح في المجالس البلدية التي بدأت انتخاباتها الخميس وكذلك التعيين في مجلس الشورى.
ويرى الكثير من السعوديين ان ذلك القرار سيدعم موقف المرأة في حصولها على حق قيادة السيارة والعمل في مجالات مختلفة تأني من اقصائها منها. لكن حكماً بجلد فتاة عشرينية لقيادتها السيارة، أثار القلق مجدداً من أن داخل المؤسسات الدينية من يريد تعطيل الخطط الملكية.
ولم يخفف تدخل العاهل السعودي لايقاف هذا الحكم واعادته للنقض من تساؤلات قطاعات كبيرة داخل المجتمع.
تعليقات