محمد بن إبراهيم الشيباني ينشر وثيقة مجلس 1921 (للتذكرة)

زاوية الكتاب

كتب 2547 مشاهدات 0


 

القبس

 

وثيقة مجلس 1921 (للتذكرة)

كتب محمد بن إبراهيم الشيباني :

تولى الشيخ أحمد الجابر الصباح إمارة الكويت عقب وفاة الشيخ سالم المبارك، ولما كان عهد الشيخ سالم كله حروبا، وعدم استقرار، فقد تقدم عدد من وجهاء البلاد بمطلب شعبي، لإنشاء مجلس للشورى، يشترك فيه المواطنون في إدارة شؤون البلاد، ووجه الخطاب التالي الى سمو الأمير المرشح للحكم. (من تاريخ الكويت ـ الشملان).

بسم الله، نحن الواضعين أسماءنا بهذه الورقة، قد اتفقنا واتحدنا على عهد الله وميثاقه، بإجراء البنود الآتية:

ــ أولا: إصلاح بيت الصباح كيلا يجري بينهم خلاف في تعيين الحاكم.

ــ ثانيا: إن المرشحين لهذا الأمر هم الشيخ أحمد الجابر، والشيخ حمد المبارك، والشيخ عبدالله السالم.

ــ ثالثا: إذا اتفق رأي الجماعة على تعيين أي شخص من الثلاثة، يرفع الأمر الى الحكومة للتصديق عليه.

ــ رابعا: المعين المذكور يكون بصفة رئيس مجلس الشورى.

ــ خامسا: ينتخب من آل صباح والأهالي عدد معلوم لإدارة شؤون البلاد على أساس العدل والإنصاف.

التوقيع: 

محمد بن شملان، مبارك بن حمد بورسلي، جاسم بن محمد بن أحمد، عبدالرحمن بن حسين العسعوسي، صالح بن أحمد النهام، ناصر بن إبراهيم، عبدالله بن زايد، سالم بن علي بوقماز.

وقد رحب حاكم البلاد في الحال، وتأسس أول مجلس للشورى في ابريل عام 1921، ولم يكن للمجلس فترة زمنية محددة، كما ان اعضاءه جاؤوا بالتزكية، وليس هناك ناخبون يتعقبونهم، كما ان هدوء الحال ولاسيما السياسية جعلت الاعضاء ينصرفون الى خلافات شخصية، ادت الى هذه وتلك الى تسلسل اعضاء المجلس الواحد تلو الآخر، وانتهى المجلس الذي كان يضم 12 عضوا، وكانت اهم اعماله انشاء المجلس البلدي 1934 ومجلس المعارف سنة 1936، وتأسيس دائرة الصحة، ومع الخلاف تمت هذه الانجازات 1939 (مختصر تاريخ الكويت ـ راشد الفرحان) وانظر السعيدان (2 / 830 - 831).

أقول، ما أشبه الليلة بالبارحة، فقد تتشابه الحوادث بعد مرور أزمان وأزمان! ولنا في هذه الوثيقة ـ فقرتها الأولى: اصلاح بيت الصباح، فهذا بيت الصباح اليوم قد وصلت اخباره الى القاصي والداني، ونزلت الى الشارع من كثرة الخلافات وعدم استقراره او بعضه، فما يراه المواطن ويسمعه على عكس ما يتكتم عنه، حيث النفوس قد شحنت، ولم تعد كالأمس، حيث كان يغلب على الأوضاع آنذاك الاستقرار.

والملاحظ في هذه الوثيقة كذلك أن مجموعة الرجال التي كتبتها كانت ارادتهم النصح لله ولدينه ورسوله، ثم للوطن، ولم يكن واحد منهم ضمن مجلس الشورى الذي تأسس بعد ذلك، دلالة على حرصهم على خير البلاد والعباد، وعلى أنفسهم والنفس معروفة تعشق هواها، وتحب أن تكون في الأماكن المتقدمة وحظوظها!

لم يكن فشل المجلس (كما يقول الاستاذ راشد الفرحان) تدخل الحكومة، وانما خلافات الاعضاء فيما بينهم.

الشعور العام اليوم ان البلد في تدهور سياسي، اقتصادي، تعليمي.. ومحاولة دغدغة أهل المصالح للحكومة أن كل شيء على ما يرام، فهذه نصيحة مفترٍ لا يحب الكويت ولا أهلها، بل لا يخاف الله في الجميع! وللجميع أقول إنه في الوقت سعة اليوم، ولا بد من تدارك الأمر قبل أن نغرق جميعنا، فلا بد أن ينهض الوجهاء، أهل الشأن، كبار الأسرة الصباحية للنصح وإبداء الرأي، كما فعل ذلك الأولون. والله المستعان.

 

محمد بن إبراهيم الشيباني

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك