لعبة كمبيوتر 18+

زاوية الكتاب

كتب 5038 مشاهدات 0

من الأرشيف

كتب د. عبدالله جاسم الشـهاب، أستاذ الحاسوب بكلية التربية  الأساسية مقالا خص عن تجربته مع إبنه في إحدى ألعاب الكمبيوتر التي لا تتناسب فئته العمرية، تجربة الدكتور الشهاب عبر مقاله أدناه، والتعليق لكم:

طلب إبني البالغ من العمر عشر سنوات ان اساعده في تنزيل لعبه كمبيوتر علي الهاتف الذكي الجديد والذي حصل عليها مؤخرا بسبب تفوقه في الدراسه.

وعند البحث عن المعلومات المتعلقة باللعبة ، وجدت أن التصنيف العمري للعبة أكبر من عمره ، فشرحت له ما قرأت و ذكرت أن اللعبة لا تناسب عمره وسيأتي اليوم الذي يستطيع فيه أن يلعبها.

فرد إبني بأنه يريدها الآن وأنها مجرد لعبة وأن فواز ابن عمه يملكها وطلال إبن خالته يملكها والكثير من معارفه يملكونها فهي لعبة معروفة عند معظم الصبية.

انتشرت أجهزة الهواتف الذكية بجميع أنواعها المختلفة في الكويت و العالم أجمع ، ويملك هذه الأجهزة فئات عمرية من أطفال ( اقل من 13 سنه ) ومراهقين ( اكبر من 13 سنه ) وفئات عمرية أخرى. وبالمقابل انتشرت سوق كبيره لصناعة ألعاب الكمبيوتر أو ما يسمى بألعاب الفيديو من قبل المحترفين والهواة ، والهواة هم أفراد يستطيعون إجراء برمجة بسيطة او معقدة لتطوير لعبة. و ألعاب الفيديو هي ألعاب تم برمجتها وتعمل على أجهزة الهواتف الذكية والكمبيوتر الشخصي والأجهزة الأخرى مثل بلاي ستيشن وغيرها. وبفضل التكنولوجيا المتقدمة تطورت صناعة ألعاب الفيديو وأصبحت وسيلة للترفيه والراحة وأحيانا إزالة بعض التوتر والقلق لدى اللاعب.

وقد ينتج عن ممارسة اللعب بعض العوامل الإيجابية بأنها قد تساعد في تقوية الملاحظة أو تساعد على تمرين الذاكرة ، وبالمقابل قد تنتج عوامل سلبية مختلفة تؤثر على اللاعب.

وهذه الألعاب لها تصنيف عمري كمثل التصنيف العمري للأفلام  السينمائية (أطفال، بالغين......) ، وهذا التصنيف عبارة عن العمر المحدد لمن سيقوم بممارسة هذه اللعبة. وهناك مؤسسات مستقلة تعمل على تصنيف الألعاب بناءا على محتواها ، ففي الولايات المتحدة الأمريكية الجهة المسؤلة عن التصنيف هي  The Entertainment Software Rating Board وهي جهة غير ربحية أنشأت في سنة 1994.

وقد قمت بإجراء عملية ملاحظة سريعة علي الأجهزة الذكية المملوكه لأطفال ومراهقين من الأقرباء حولنا لمعرفة إجابة السؤال التالي: 'هل تتطابق الفئات العمرية للاعبين مع تصنيف العاب الفيديو التي يملكونها؟'، وكانت النتيجة أن معظم الاجهزة تحتوي علي العاب فيديو تصنيفها العمري أعلي من عمر صاحب الجهاز ، مثلا اطفال يبلغون 11 سنه لديهم العاب تصنيفها العمري 18+ ، وهذه تمثل خطوره اجتماعية علي سلوك النشء ، فهناك العاب تحتوي على مشاهد ذات إبحاءات جنسية وهي تولد تصور نمطي لدى اللاعب ، وأخرى تستخدم مفردات مخلة بالأخلاق و الآداب العامة ، وهذه الأنواع من الألعاب قد ترسخ كلمات غير لائقة في ذهن الطفل أو المراهق، وهناك العاب أخرى تتسم بالعنف الدموي والاجرام من قتل وسلب ونهب للحصول علي اكبر عدد من النقاط وحتي قتل رجال الأمن . يعرف العنف في ألعاب الفيديو بأنه قيام إحدى شخصيات اللعبة بإلحاق الضرر الجسدي أو القتل لشخصية أخرى باللعبة. وهذه الانواع من الالعاب تولد لدى لاعبها سلوك بعدم الانصياع الي القوانين بل محاوله كسرها وعدم الاكتراث برجل الأمن وتوجيه ثقافة النشء نحو السرقة والسلب والنهب.

في دراسة نشرت بأمريكا، أوضحت أن معدل إستخدام المراهقين لألعاب الفيديو يفوق 13 ساعة/اسبوع وقد ظهرت العوامل السلبية التالية:

ميول عدوانية بالشخصية
مواجهات حادة مع المدرسين
الدخول في عراك مع زملائه
إنخفاض في مستوى التحصيل الدراسي
في دراسة نشرت لكلية الطب بجامعة إنديانا تم استخدام ماسح متطور للمخ على عينة من أفراد يلعبون ألعاب كمبيوتر تميل للعنف، أظهرت الدراسة وجود عدوانية لدى العينة في الأفكار والسلوك والمشاعر. وأشارت دراسة أخرى أن هناك علاقة بين ممارسة ألعاب الفيديو والسمنة. وهناك عوامل سلبية أخرى قد تنتج ومنها الادمان على ألعاب الفيديو والذي قد يؤدي الى فقدان المشاركة في أنشطة اجتماعية وبالتالي فقدان مكتسبات إيجابية للفرد.

يوجد في الكويت مجمعات تجاريه بها محلات متخصصة في بيع العاب الفيديو ، وهذه المحلات لا يتقيد فيها البائع بالفئة العمرية بين اللعبه والشاري، وهو يعبر عن تصرف غير مسؤول ، فلا يوجد إجراء رسمي معمول به بالدولة يوضح طريقة الالتزام بالتصنيف العمري عند البيع.

فهل نعلم ماذا تحتوي الهواتف الذكية لأولادنا وبناتنا من ألعاب كمبيوتر، هل نعلم أن إحدى مسؤولياتنا إختيار اللعبة المناسبة لعمر أبنائنا، وهل قمنا بتثقيفهم في هذا الموضوع وضرورة التزامنا بالتصنيف العمري للعبة ؟

جلست بعد ذلك  أشرح لإبني عواقب تجاوز التصنيف العمري المحدد لكل لعبة


مراجع:

Jimmy Dang, Jin Lee, Chau Nguyen, Playing With Ethics: Video Game Controversy, Leeds School of Business, Colorado University, 2004.

Andrea Norcia, The impact of Video Games on Children, Palo Alto Medical Foundation,  [Accessed, September 2011]
 

د. عبدالله  جاسم الشـهاب

أستاذ الحاسوب / كلية التربية  الأساسية

الآن - رأي: د.عبدالله الشهاب

تعليقات

اكتب تعليقك