نعيش في سن المراهقة الديموقراطية، ولكن يوم سن الرشد ليس ببعيد، برأى محمد بدر بن ناجي

زاوية الكتاب

كتب 1325 مشاهدات 0


 

القبس

 

 

 

الإيداعات المليونية أخرجت الذمة المالية

 

محمد بدر بن ناجي

 

القضية خطيرة ولكن لا يجوز استغلالها والتشهير بالمتهمين فيها قبل حكم القضاء

 

 

كثر الحديث عن الإيداعات المليونية وكالعادة الكل يفسرها حسب المعطيات المتوافرة لديه، فمنهم من وصفها بغسيل الأموال واتهموا فيها الفريق الذي يعمل ضد الحكومة أو لاسقاطها عبر رشوة أو إيداع الملايين في حسابات بعض النواب، وآخرون اتهموا الحكومة برشوة عدد من نواب الأمة كثمن لمواقفهم تجاهها يعني «مال سياسي»، والبعض اتهم البنوك والبنك المركزي لعدم احالة المشتبه بحساباتهم الى النيابة...والاشاعات تتزايد كل يوم وساعة ودقيقة حتى وصلت الى الشرق والغرب وصرنا علجاً في حلوج الناس وكأننا متأكدون من تورط الحكومة والبعض من نواب الأمة في تلك القضية...وطبعا كما تعودنا من الحكومة ومواقفها من القضايا فلم ولن يكون هناك بيان صريح يرفض كل هذه الاتهامات ويغلق باب الاشاعات التي تضر بسمعة الكويت قبل أصحابها...

أعتقد ان جزءا كبيرا من المسؤولية يقع على الحكومة طبعا لتقاعسها في محاربة الفساد والمفسدين من جهة وصمتها في الدفاع عن نفسها من جهة أخرى..كما تتحمل وسائل الاعلام جزءا من المسؤولية في توقيت نقل الخبر ومصداقيته...والجزء قبل الأخير من المسؤولية يتحمله مثيرو الفتن، والمشكلة تجد البعض منهم من أصحاب اللحى والدشداشة القصيرة (يعني قدوة) وهم من يغتابون الناس ويظنون بهم ظن السوء متناسين قوله تعالى {ما يلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد} ولا داعي هنا ان أوضح رأي الشرع في الغيبة والنميمة والظن بالسوء فهناك الكثير من الأمثلة، أما الجزء الأخير فنحمله لجميع المواطنين الذين يروجون للاشاعة ويساهمون في تشويه سمعة الكويت والكويتيين بدون دليل متناسين قوله تعالى {يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ان تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين}...

قضية الإيداعات المليونية بلا شك خطيرة ولكن لا يجوز استغلالها والتشهير بالمتهمين فيها قبل حكم القضاء، وفي نفس الوقت وضع النقاط على الحروف بمعنى سواء حكم القضاء بالادانة أو البراءة، أصبح هناك حاجز يمنع الراشي والمرتشي من الاستمرار في علاقتهما بحرية وبدون قيود وجعل الحكومة تستعجل قانون مكافحة الفساد والذمة المالية، وهذا ما كنا نرجوه منذ زمن ولكننا للأسف لا نشرع القوانين الا اذا وقعنا في الخطأ...نعم فهذه هي الديموقراطية التي ارتضيناها، ومشكلتنا هي اننا نعيش في سن المراهقة الديموقراطية، ولكن يوم سن الرشد ليس ببعيد وسنكون باذن الله خير قدوة لممارسة هذا النظام...وكما قالت ام كلثوم (بعد الليل يجينا النور، وبعد الغيم ربيع وزهور...والحب كده..) 

 

محمد بدر بن ناجي

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك