الدعيج للطبطبائي والمسلم والحربش: إن كنتم تعتقدون ان الكويتيين سيقبلون باستبدال الشيخ ناصر بأحدكم فأنتم واهمون

زاوية الكتاب

كتب 1818 مشاهدات 0



 القبس

 


لماذا لا يحق لنا التفكير في رموزهم؟ 

كتب عبداللطيف الدعيج : 

 
«.. يحظر المساس بالذات الإلهية أو القرآن الكريم أو الأنبياء أو الصحابة الأخيار أو زوجات النبي، صلى الله عليه وآله وسلم، أو آل البيت، عليهم السلام، بالتعريض أو الطعن أو السخرية أو التجريح بأي وسيلة من وسائل التعبير» (.. مادة 19ــ قانون المطبوعات).

إذا كان محمد هايف او وليد الطبطبائي او فيصل المسلم او جمعان الحربش يعتقدون ان الكويتيين سيقبلون باستبدال الشيخ ناصر بأحدهم فهم واهمون. هذه حقيقة ظلت تؤرقني منذ زمن، فاحببت ان اضعها امام السادة المذكورين لعلها تسهم في شفائهم من هذا الوهم الجنوني. السادة اعلاه الذين يقودون «الربيع الكويتي» الذي مع الأسف يرعى فيه بعض من اصحابنا هم الذين يؤمنون بأن حياتنا «مصممة» ومكيفة مسبقا. وان علينا اتباع خطى ومبادئ وطرق من سلف من مؤمنين ومصلحين وقبلهم انبياء ومرسلين رسموا الطرق وحددوا الاتجاهات الى الطريق المستقيم المفروض اتباعه على كل خلق الله. مع هذا فهم انفسهم الذين يهتفون في وجه رئيس مجلس الوزراء: حرية.. حرية.. حكومة شعبية.
كل شيء ثابت، ومعلوم ومفروض اتباعه عندهم. وإذا كانت ثابت الاولى بمعنى «مؤكد»، فإن الاكثر اهمية منها هي ثبوت هذا المعلوم والمفروض واستحالة تغييره، وإلا فقد الفرد رأسه او على الاقل حريته في الحياة الدنيا او بعض او كل نصيبه من الجنة في الحياة الاخرى وهو يحاول ذلك. مع كل هذا الثبوت والجمود في كل مناحي الحياة باعتبار الدين صالحاً لكل زمان ومكان فان الجماعة ينادون بالديموقراطية ويبشرون بالربيع القادم، وكأن الديموقراطية اتباع وتلقين وتسليم وليست تداولا للسلطة وحرية في الاختلاف وحقا في التغيير، وهو ما يتعارض تماما وايمانهم الحقيقي بالثبات والنقل والاتباع.
ومع تحريم المساس بكل معتقداتهم كما في الفقرة اعلاه، والتي تشمل صيانة ذات كل من ساهم في تكوين عقيدتهم مع كل هذا فهم يتظاهرون ويتبجحون في ساحـة الارادة وينادون بتغيير رئيس مجلس الوزراء والوزراء. طبعا من حقهم انتقاد كل من يتولى السلطة المباشرة ويؤثر او يحاول ان يؤثر مثلهم في حياة الآخرين، فالذي يتصدى لتحديد او تنظيم حياة الآخرين عليه ان يتقبل استهجانهم مثل ما يتقبل استحسانهم، لكن السؤال يبقى: لماذا لا يحق لنا «نحن» انتقاد او حتى البحث والتأمل في احبارهم ورهبانهم ومن وضع لنا التاريخ وروى الروايات التي يستدل بها الاخوة وغيرهم على حق التحكم بنا وتحديد مسارات كل سلوكنا؟!

عبداللطيف الدعيج
 
 

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك