أبا سلمان.. كلما تناوشتنا مخالب الفساد افتقدناك

براك المرزوق.. لك الرحمة والمغفرة 

كتب عبدالحميد علي عبدالمنعم : 

 
جاءت موافقة المجلس البلدي على إعادة تسمية الشارع المقابل لديوان المحاسبة في الشويخ باسم المرحوم براك خالد المرزوق لتنعش نفوسنا، آملا في أن يجد أعلامنا المخلصون في هذا البلد التقدير والتكريم الواجبين.

عرفته في وزارة المالية في سبعينات القرن الفائت أبا فاضلا متواضعا يأخذ بيد موظفيه في مدارج تعيينهم الأولى، يقيل عثراتهم، ويقودهم نحو النجاح بحزم وحسم وحب لا يبارى.

براك المرزوق عرفته أروقة وزارة المالية في منتصف الستينات باحثا، وصولا إلى منصب وكيل مساعد لقطاعات عدة منذ أواخر السبعينات وحتى أوائل التسعينات، ولم تمهله كفاءته وخبراته وخصاله الكريمة ليهنأ بفترة تقاعده لأكثر من بضعة أشهر تسلم بعدها رئاسة ديوان المحاسبة، إدراكا من سمو أمير البلاد لحاجة البلاد لمثل هذا القائد.

خارج الكويت، كانت للفقيد صولات في ساحة العمل الرقابي لدى المنظمات الدولية والإقليمية، وعومل بما هو أهل له، فكان اختياره لنيل جائزة «الشخصية التنفيذية» من قبل معهد الشرق الأوسط للتميز في عام 2006، وقامت جمعية الفكر المحاسبي الجديد في مصر بتكريمه لسنتين متتاليتين في عامي 2007 و2008، ومنحته عضوية الزمالة الفخرية.

وعندما فُجعنا بوفاته في أواخر عام 2008، نعاه كبار مسؤولي الدولة بجميع سلطاتها، كما نعاه قادة المجتمع المدني والأهلي والسياسي، وخارج الكويت نعاه كبار المسؤولين الدوليين والإقليميين الذين اختبروا قدراته، وفي ديسمبر من العام نفسه، وفي اجتماع المجلس التنفيذي للمجموعة العربية (الأرابوساي) تمت تسمية المسابقة التاسعة للبحث العلمي، التي تنظمها المجموعة باسمه تكريما له وتقديرا لجهوده.

أبا سليمان.. عاشت ولا تزال ذكراك الثرية في عقول محبيك، الذين عرفوك عن قرب وقلوبهم. والآن وكلما ادلهمت بنا الخطوب وتناوشتنا مخالب الفساد الشرسة، افتقدناك «وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر». ولا نملك إلا أن نسأل الله لك الرحمة والمغفرة، وأن يسكنك عز وجل فسيح جناته.

عبدالحميد علي عبدالمنعم