الزيد يسأل الوزير الهارون عن خطة التنمية :

زاوية الكتاب

كيف 'ماشية' ؟ هل بالحكومة الفاسدة ؟ أم ستستعينون بسحرة ؟!

كتب 2641 مشاهدات 0

الهارون والزيد

' حدث العاقل .. ' يابوراشد !

زايد الزيد

التقرير الأخير لمكتب ' الشال ' للاستشارات الاقتصادية ، شرّح الوضع الاسياسي الذي يلفنا بكل جرأة وإجادة ، واستعرض التقرير موضوع فوضى الكوادر ، والايداعات المليونية ، ومما جاء في التقرير أنه : ' لم تعد في الكويت حكومة فقد انفرط عقد الكوادر وأصبحت الإضرابات هي القاعدة والممانعة من قبل الحكومة هي الاستثناء حتى وإن من باب المجاملة السياسية ومنعاً للإحراج لم تنتظر الحكومة حتى انتهاء اللجنة الاستشارية من إعداد تقريرها في شهر أكتوبر القادم.

والحكومة ليست عاجزة فقط عن وقف هذا الانفلات في مشروع اقتسام ثروة البلد والفقدان السريع لموقعها التنافسي والانحدار السريع في مستنقع الفساد ولكن هي لا تعي أهمية حماية مستقبل البلد من تداعيات عجزها .

فبعد تمنّع بدا مبدئياً على كادر القطاع النفطي خرج وزير النفط الكويتي ليقول إن إقراره استحقاق وليس خوفاً وخالفه وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء وقال أن توقف ضخ النفط سوف يكلف أكثر أي إنه خوف وليس بالضرورة استحقاق.

الأدهى والأمرّ كان تصريح وزير النفط بأن الزيادة لن تكلف الموازنة العامة للدولة ديناراً واحداً ومن سيقوم بتمويلها هو قطاع النفط ما لم يقله الوزير هو ما إذا كان قطاع النفط الذي سيتولى تمويلها تابع لدولة أخرى.

وفي علم المالية العامة ومن الأبجديات أن كل ما يصرف من خزينة الدولة وقطاع النفط قطاع عام لابد أن تشمله الموازنة العامة للدولة حتى لو استثني من بنودها لأن الاستثناء خطأ.

الكل في البلد يريد والكل يهدد بالإضراب ولا أحد يسأل عما تستحقه البلد أي من يعطيها بعض حقها والقدوة أو مجلس الوزراء لا يصلح حتى قدوة متواضعة فهو عاجز عن اتخاذ أي قرار صحيح والأهم أنه يخلق وضعاً مأساوياً لمن يأتي بعده ويحاول الإصلاح.

إن المخاطر جمة والقدرات الإدارية العليا أقل من متواضعة والأمر يحتاج إلى جراحة لملء هذا الفراغ الواسع الأمر يحتاج إلى استئصال للأساس الذي يبنى عليه تشكيل مجلس الوزراء وليس طلب تغيير بعض الأشخاص.

وعن 'الإيداعات المليونية وغسيل الأموال'، قال تقرير الشال: الرشوة لسياسيين في تقديرنا من جرائم الخيانة العظمى فالسياسي حين يشترى بالمال يبيع الوطن والخلاف هو على السعر وليس على المبدأ وإذا كان الراشي والمرتشي سياسيان فالجريمة مضاعفة ' . ( انتهى الاقتباس ) .

فالتقرير يصف الحكومة بأنها عاجزة عن ' وقف الانفلات في مشروع اقتسام ثروة البلد ' ، وعاجزة عن وقف ' الفقدان السريع لموقعها التنافسي ' ، وأيضا عاجزة عن وقف ' الانحدار السريع في مستنقع الفساد ' ، كما يصفها بأنها ' لاتعي أهمية حماية مستقبل البلد من تداعيات عجزها ' ! وفي موضع آخر يصف التقرير مجلس الوزراء بأنه ' لايصلح حتى قدوة متواضعة ، فهو عاجز عن اتخاذ أي قرار صحيح ، والأهم أنه يخلق وضعا مأساويا لمن يأتي بعده ويحاول الاصلاح ' !! وأما كل هذا التشخيص لواقع الحكومة ، وأمام كل تلك التوصيفات الحارقة ، يـخرج علينا قبل أيام وزير التنمية الأخ عبدالوهاب الهارون ليقول : ' إن خطة التنمية ماشية ' !! كيف بالله عليك يابوراشد تمشي ' خطة التنمية ' والحكومة التي تديرها توصف بتلك الاوصاف المستحقة التي مررنا بها ؟؟ قل لنا يا بوراشد : هل انت وزير في حكومة دولة الكويت أم وزير في دولة أخرى لاتعاني من الفساد المريع ؟ أجبنا بارك الله فيك فربما التبس علينا الأمر ؟ نريد أن تجيبنا يابو راشد بكل صدق ( كما عهدناك رجلا صادقا ) : هل انت مؤمن حقا أن ماتسمى تجاوزا ' خطة التنمية ' ، يمكن ان ' تمشي ' في ظل حكومة فاشلة ومتعثرة وفاسدة ؟ أجبنا يابوراشد : هل هذه الحكومة هي التي ' ستمشي ' ماتعرف ب ' خطة التنمية ' ، أم ستستعينون بحكومة أخرى أم ستستنجدون ب' سحرة ' مثلا ؟  أقول هذا يابوراشد ليس استهزاءا ، بل من باب اتباع الحكمة الشهيرة التي تقول ' حدث العاقل بما لايعقل ، فإن صدقك ، فلا عقل له ' ، وبما انك حدثتنا ' بما لايعقل ' ، فمن الطبيعي ألا نصدق حديثك ، حتى لانوصم بفاقدي العقول ؟!

النهار

تعليقات

اكتب تعليقك