صالح الشايجي يرى أن نجاد ـ خامنئي يلعبان نفس لعبة الخداع السياسي التى مارسها عبدالناصر فى المنطقة، برعاية أمريكية

زاوية الكتاب

كتب 1510 مشاهدات 0


 

 

الأنباء

 

 

 

الود الخفي

الثلاثاء 27 سبتمبر 2011 - الأنباء

 

تقيم الولايات المتحدة الأميركية سياستها في الشرق الأوسط، وبالذات في منطقة الخليج العربي، على ركيزة المخادعة المستدامة مستغلة الغفلة الطبيعية لدى الشعوب العربية والإسلامية والتي تتمثل ـ هذه الغفلة ـ بتصديق ما يطرح في العلن من كلام وتصريحات ومواقف والتي لا تعكس حقيقة الأمور بل تعني عكسها تماما!

ولقد اتبعت أميركا هذا الأسلوب منذ مجيئها بجمال عبدالناصر وتنصيبه رئيسا على أكبر دولة عربية (انظر كتاب محمد نجيب) مع إطلاق بالونات وفقاعات دعائية على أنه عدوها وخصمها وخصم المعسكر الغربي على إطلاقه، وذلك من أجل ترويجه لدى الذهنية العربية الساذجة التي تنخدع ببريق الكلام دون نبش بالحقائق، مع ملاحظة أن إطلاق عبدالناصر جاء بعد قيام اسرائيل مباشرة، وذلك لتمكين اسرائيل من إتمام بنائها كدولة وتحكيم جيشها ليكون أقوى جيوش المنطقة، وكان وجود عبدالناصر على رأس أكبر الدول العربية وأقواها يطمئن العرب إلى أنهم بخير وأن ساعة الحسم وإلغاء اسرائيل من الوجود ما هما الا مسألة وقت!

 

والآن تكرر أميركا الأمر ذاته مع إيران في عهد نجاد ـ خامنئي، فما نلاحظه من مواقف وتصريحات عدائية ومناوشات بين أميركا وإسرائيل يأتي من باب ذر الرماد في العيون ولإشغال الناس وتركيز صورة كاذبة لا تعكس حقيقة أن إيران هي العميل الأكبر لأميركا، وهي المستفيد الأكبر منها. ويؤكد تلك الحقيقة تمكين أميركا لإيران في العراق وجعلها الحاكم الفعلي له، وتطويع الساسة العراقيين للسطوة الإيرانية بحيث لا يفوز بالمناصب القيادية في العراق الا الموالون لإيران، وهذا ما حدث في حالة المالكي رئيس الوزراء الحالي في العراق.

 

ويستدل على حالة الود الايرانية ـ الأميركية بإطلاق أيدي ايران في بعض الدول العربية من خلال منظمات تابعة لها مثل «حزب الله» في لبنان و«حزب البعث» الحاكم في سورية وبعض القوى الطائفية المتطرفة في البحرين وبعض دول الخليج، ليصبح قرار المنطقة في يد إيران الأكثر طوعا للإرادة الأميركية والأكثر مقدرة على إجادة اللعب السياسي المخادع، وهو الدور الذي افتقده العرب بعد عبدالناصر وفشل صدام حسين والقذافي والحكام الانقلابيين العرب في لعبه.

 

 

الأنباء

تعليقات

اكتب تعليقك