(الاونا، الادونا، الاتري).. مزاد تعقده نجاة الحشاش لنواب يريدون بيع ضمائرهم ، وسعر بيع الضمير بلغ 4 ملايين!.
زاوية الكتابكتب سبتمبر 26, 2011, 12:45 ص 2926 مشاهدات 0
الراى
كلمات من القلب / مزاد علني... للبيع ضمائر أمة
أصبح مبدأ التعاون بين السلطتين التنفيذية والتشريعية من المستحيل في ظل الأوضاع الراهنة بعد أن فقدنا الثقة فيهم وفي مصداقيتهم وشفافيتهم وذلك بتورط البعض في قضايا الرشاوى المليونية. ولله الحمد ان ثقتنا بنزاهة وأمانة السلطة الثالثة وهي القضائية مازالت كبيرة جدا، ومازالت أيادي أعضائها نظيفة وغير ملوثة بملايين المال العام. فاليوم الأضواء والأنظار سلطت على السلطة القضائية، فمسؤوليتها كبيرة جدا في كشف كل من تورط بتلك القضايا المليونية وتقديمهم للمحاكمة عن تهمة الرشوة وأيضاً، محاكمة كل من تم استغلال نفوذه وسلطته لشراء الذمم والضمائر.
فلذلك فنحن من باب ثقتنا الكبيرة بهذه السلطة العادلة نطالبها بأن تتعامل معنا بشفافية وحضارية من خلال إصدار بيان حول الآليات والإجراءات التي اتبعتها في التوصل لحقيقة مصدر الملايين المودعة في حساب النواب والنائبات، وتكشف لنا أيضا عن مسار التحقيقات أولا بأول لأن من حقنا كمواطنين مقهورين على حال البلاد ان نعرف من أين للنائب والنائبة هذه الملايين، وما هي بضاعة نواب الأمة التي سعرها بالملايين... هل هي ضمائرهم، أم مواقفهم، أم بلدهم؟ وحتى إن كانت ضمائرهم ومواقفهم هل وصل سعر بيع الضمير إلى 4 ملايين! ان هذه الملايين تدفع لبيع كرامة الإنسان وأمانته وبيع مصلحة ومستقبل بلده! ولأنها بضاعة غالية جدا لا تجرى بيعها إلا بالمزاد العلني لمن يدفع لهم أكثر، فيفتتح المزاد بالمليون ويزيد إلى أن يصل المبلغ إلى أربعة او عشرة ملايين وهنا يبيع النواب ضمائرهم وأوطانهم...
فلو نتخيل هذا المزاد حيث يفتح بالكلمات الثلاث المعروفة (الاونا، الادونا، الاتري) لدينا نواب يريدون بيع ضمائرهم ومصلحة الكويت لأغلى مشترٍ، ونجد في الصفوف الأولى في هذا المزاد الراغبين بالشراء مثل الحكومة الدفيعة ودولا استخباراتية مجاورة، وتنظيمات دولية حاقدة على البلد، وبائعي ضمائرهم من النواب جالسين ينتظروا من يدفع أكثر وينتهي المزاد طبعا لصالح الحكومة الدفيعة التي حضرت ومعها (كبت الملايين) عفوا اقصد (حقيبة الملايين) وتشتري ضمائر النواب الذين وللأسف عندما قبضوا هذه الملايين فقدوا شرعيتهم البرلمانية بخيانة أمانة الأمة وخيانة القسم الذين عاهدوا الله عليه. فعلا مزاد ولكن ليس علنيا انه سري جدا لان البضاعة تعتبر خيانة لميثاق القسم والشرف الذي أخذه نوابنا على أنفسهم بأن يحافظوا على الكويت ويعملوا على مصلحتها لا بيعها بكام مليون.
ومن المؤسف إننا نعلم بان الكويت فيها من الخطط والدراسات ما يكفي للنهوض بقارة وليس بدولة صغيرة مثل الكويت، وأيضا لدى الكويت إمكانات مادية كبيرة جدا تستطيع أن تحول المستحيل إلى حقيقة وواقع. ولديها المكان المناسب للقيام بأي مشروع ضخم على مستوى الدولة أو حتى على مستوى العالم! ولكن ما تفتقده الكويت هو أصحاب القرارات الشرفاء الذين لا يبيعون ضمائرهم ولا أوطانهم بكام مليون...
نحن في حاجة إلى عودة نماذج رجالات السبعينيات الذي اقسموا ووعدوا وأوفوا، وصدق الله حين قال عنهم في كتابه «مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُواْ مَا عَاهَدُواْ اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُواْ تَبْدِيلاً» (الأحزاب:23). رجال صدقوا الله وأنفسهم فحق علينا أن نصدقهم... هذا ما نفتقده في الكويت.
نجاة الحشاش
تعليقات