الغنيم يستذكر تفاؤل الكويتيين قديماً بعذب آبارهم
منوعاتسبتمبر 24, 2011, 1:46 م 1319 مشاهدات 0
يقول الباحث في التاريخ الكويتي الدكتور يعقوب الغنيم ان الكويتيين اتجهوا قديما للبحث عن المياه فحفروا الآبار الجوفية واستخدموا العذب منها للشرب والأقل عذوبة في الزراعة وسقي الدواب بالرغم من ملوحتها النسبية وذلك لان الكويت بلد صحراوي جاف تندر فيه المياه العذبة.
وأوضح الدكتور الغنيم في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان استخدام مياه الآبار الجوفية كان متنوعا حسب أسمائها فمنها (العدود والعيون والقلبان والمشاش) وهي مسميات قديمة أطلقت على الآبار الجوفية وذلك للفصل فيما بينها من حيث نوع الاستخدام وطبيعة الماء وكان اهل الكويت يتباركون بالعذب منها ويطلقون على آبارهم تيمنا أسماء مواقع الغوص التي تجود عليهم بالخيرات.
واضاف ان مياه (العد) في الغالب عذبه 'زلال' صالحة للشرب وتتفاوت كميات المياه في بعضها في فترات من السنة ويصبح ماؤها 'دبج' لكنها لا تنضب حيث تعود بعد فترة و'تجم' أي يرتفع منسوب المياه فيها وللمحافظة على تدفق المياه ونظافتها فقد حرص الأهالي قديما على تنظيفها من الداخل من الأتربة والحجارة ومن الحيوانات النافقة كما أنه في بعض الأحيان يتم تعميقها إذا لزمت الحاجة لذلك.
وذكر ان (العد) هو بئر الماء الغزير الذي يحتوي على المياه العذبة ويعد من أهم مصادر المياه في الكويت قديما وهي آبار عميقة يتراوح عمقها ما بين 9 أبواع أو أكثر وتحفر بشكل دائري و'تطوى' من الداخل بالحجارة لمنعها من الانهيار كما أنها مسورة 'مرقبة' بالحجارة بالأعلى.
وبين الغنيم انه في الغالب عندما يكون فم البئر واسعا يستخدم لسقي الزرع ويبنى حوض من الحجارة 'قرو' بالقرب منها لاستخدامها لري الدواب ويعتبر العد من الآبار الدائمة المياه غير المملوكة وقد يصل عمق بعضها الى 20 باعا ويطلق عليها 'الطوال' وتلك النوعية نادرة في الكويت.
وقال ان مياه (العد) كانت تنقل بواسطة الدواب الى المنازل وينادى 'ماي العد ماي العد' او 'ماي السد' اذا تم جلبه من منطقة حولي.
وذكر ان آبار (العدود) في الكويت قديما تقع بالقرب من التجمات السكانية القديمة كمدينة الكويت القديمة وقرى القصور وقرية الجهراء كما أنها تتواجد أيضا في بعض من الأماكن الواقعة في صحراء الكويت كالوفرة والصبيحية والطويل بالقرب من منطقة برقان والفنيطيس وغيرها.
واشار الى أن اهل البادية قديما يقطنون بالقرب من الآبار في فترات الصيف بسبب وجود الماء بها طوال فترات السنة حيث تجف مصادر المياه الأخرى وبالنسبة الى (عدود) القرى فكان لكل قرية من القرى القديمة (عد) او مورد ماء خاص ومن اشهرها (عد البلداني) و(عد الشملانية) و(عد مسلي) اضافة الى (العدود) الأخرى الواقعة في قرية الجهراء.
واضاف ان تسمية بعض (العدود) في الكويت ترجع الى من تكفل بحفرها أو تنسب للمكان الواقعة فيه فعلى سبيل المثال (عد الشملانية) يقع بقرية الفحيحيل نسبة الى التاجر شملان بن علي الذي تكفل بحفره على نفقته الخاصة و(عد الصبحية) نسبة للمكان نفسة وهكذا.
وقال ان من مصادر المياه ايضا (العيون) وهي من أهم الآبار الجوفية العميقة التي استخدمها اهل الكويت قديما في الزراعة ومياه (العيون) منها ما هو صالح للشرب 'عذب' والبعض الأخر 'دبج' قليل العذوبة و(العيون) مثل (العدود) تحتاج الى صيانة دورية للحفاظ على نظافتها وتدفق المياه فيها كما أنها دائمة المياه ولا تنضب وبما أنها تقع داخل المزراع فانها تعتبر آبارا مملوكة ولاستخراج المياه منها تستخدم 'السانية' وهي آلة بدائية تدار بواسطة الدواب.
وعن آبار (القلبان) اوضح الغنيم انها من الآبار الأكثر انتشارا في الكويت قديما وهي آبار جوفية غير عميقة تحفر بشكل دائري على عمق ما بين 3 - 4 أبواع و'فم البئر' صغير وتتواجد القلبان داخل البيوت وبالقرب من التجمعات السكنية والقرى القديمة وجزيرة فيلكا و'الأكوات' الواقعة في الشامية كما أنها منتشرة في عدة أماكن في صحراء الكويت.
وقال انه نظرا لانتشار (القلبان) في البيوت فتستخدم للاستحمام وغسيل الملابس والأواني المنزلية وري الدواب اما الواقع منها في المزراع فيستخدم في الزراعة في المزراع الصغيرة في حين ان الواقع منها في الصحراء يستخدم للشرب ان كان عذبا.
واوضح ان مياه (القلبان) بعضها صالح للشرب 'عذب' والبعض الأخر منها 'دبج' وقد تصبح 'هماج' في فترات السنة وقلة منها ما تكون المياه به دائمة حيث انها تجف وتترك (القلبان) الواقعة بالصحراء في فترات الصيف وتحفر غيرها أو يعاد حفرها بعد هطول الأمطار وارتفاع منسوب المياه الجوفية حيث 'تجم' البئر أي يرتفع منسوب المياه فيها ويقال البئر 'جمة'.
وبين ان بعض ملاك (القلبان) الشهيرة بمائها العذب الزلال في الكويت قديما والواقعة بالقرب من المدينة القديمة يضعون غطاء من الخشب على 'فم البئر' من الأعلى وتقفل ولا تستخدم الا من قبل مالكها كما أن البعض منهم يبيعون مياهها على سكان المدينة القديمة كماء حولي الذي اشتهر بعذوبته وغيره من القلبان التي اشتهرت بمائها العذب.
وأشار الى ان في الكويت قديما كانت هناك مهنة تنظيف الآبار الواقعة في البيوت من خلال عاملين يطوفون على البيوت ويقولون 'جليب نخم' وينزلون في البئر لتنظيفها من الأتربة والأوساخ التي تنتج عن ارتطام الدلو بأطراف البئر أو مما يلقيه الأطفال في البئر وكذلك من الحيوانات التي قد تنفق وتسقط في البئر كالقطط والفئران والطيور وغيرها.
وعن آبار (المشاش) قال الغنيم انها تعد ايضا من مصادر المياه القديمة والمعروفة لدى سكان البادية ومياهها كغيرها من الآبار بعضها صالح للشرب 'عذب' والبعض الاخر اقل عذوبة 'دبج' وقد يتحول في فترات من السنة الى 'هماج' أو 'خور' كما يطلق عليها سكان البادية قديما دلالة على ملوحتها.
واوضح ان (المشاش) عبارة عن مجموعة من الآبار الجوفية القليلة العمق والتي تحفر بالقرب من بعضها من قبل سكان البادية على عمق ما بين 2 - 3 أبواع وعندما تجف تترك حيث 'تجم' بعد ارتفاع منسوب المياه الجوفية بعد هطول الأمطار أو يعاد حفرها أو تحفر آبار جديدة بالقرب منها أو في أماكن أخرى يتوقع وجود الماء فيها لافتا الى ان المشاش من الآبار المنتشرة في الصحراء وتنسب لمن قام بحفرها كمشاش الهدى ومشاش خليفة ومشاش ابن دبوس وغيرها.
تعليقات