الشيعة بين الموالاة والمعارضة:

زاوية الكتاب

طريق ثالث يرفض الحكومة والمعارضة ويرى أن موالاة الحكومة استفاد منها قلة قريبة منها وليس جموع الشيعة

كتب 5630 مشاهدات 0

(من النت)

خلال العقود الثلاثة الماضية أنقسم الشيعة في الكويت إلى فريقين، فريق يتقدمهم مجموعة من التجار والوجهاء يتبنى موقف التحالف مع السلطة، ووجهة نظر هذا الفريق تتلخص في أن كون الشيعة أقلية في المجتمع يحتم عليهم التحالف مع السلطة حتى يكونوا في مأمن من إضطهاد الأكثرية. أما الفريق الثاني فكان يتبنى موقف أن الشيعة مواطنون معنيون بكل ما يهم مصلحة الوطن مقدما على مصلحتهم الخاصة، وبما أن الحكومة كانت لها مواقف سلبية أبرزها نزعة التسلط وعدم احترام الدستور فإن الموقف الوطني والأخلاقي وفقا لهذا الفريق يقتضي الوقوف في صف المعارضة، ولذا كان للمعارضة الشيعية موقف مؤثر من الحل غير الدستوري لمجلس الأمة في عام ١٩٧٦ وفي عام ١٩٨٦ وكذلك في قضايا الدفاع عن المال العام وحماية الدستور وتعديل الدوائر الانتخابية.
أستمر هذا الحال حتى عام ٢٠٠٧ عندما حصلت حادثة التأبين الشهيرة والتي تعرض خلالها الشيعة بشكل عام وتيار المعارضة الشيعية بشكل خاص إلى حملة تخوين وتشكيك بالولاء مما شكل ردة فعل عنيفة  لدى الشيعة ووجدوا أن السلطة على رغم سلبيتها هي التي يمكن أن تشكل لهم حماية وضمانة تجاه هذه الهجمة وخاصة من قبل المتطرفين السلف الذين يناصبونهم العداء على أسس عقائدية، ومنذ ذلك الحين تكرس خيار تحالف الشيعة مع الحكومة، وتجسد ذلك بوضوح في إنقاذ كتلة النواب الشيعة لرئيس الوزراء أكثر من مرة من طلب عدم التعاون معه من قبل مجلس الأمة. خلال هذه المرحلة توارى صوت المعارضة الشيعي إلا ما ندر، وأصبح لسان حال الشيعة يقول نار الحكومة ولا جنة المعارضة، وقد كرست الأحداث الطائفية في الداخل والخارج من هذا الواقع  في الساحة الشيعية.
بعد سلسلة الإخفاقات التي منيت بها الحكومة خلال السنوات الخمس الماضية بدات بوادر مراجعة خيار التحالف مع الحكومة تظهر داخل الأوساط الشيعية وخاصة بين الشباب حول مدى صوابية هذا الموقف في ظل حالة من الإحباط وعدم الرضا عن الوضع العام في الكويت، وفي بعض الأحيان على شكل حالة من الحيرة والصراع الداخلي من حيث الموقف المفترض اتخاذه فيما يثار من أحداث وأخرها الموقف من ما يتم تداوله عن رشاوي مليونية للنواب.
ولان كانت نسبة كبيرة من الشيعة لازالوا يعيشون مرحلة ردة الفعل فإن نسبة لا بأس بها بدات تطرح فكرة مراجعة موقف الشيعة من الحكومة، وتتبدى هذه المراجعة في السؤال المتداول على نطاق واسع في الشارع الشيعي وفحواه: ماذا استفدنا من التحالف مع الحكومة؟ وبدأت الأصوات تتعالى بالتذمر من هذا الوضع من خلال عدم الرضا عن أداء غالبية النواب الشيعة واتهامهم بأنهم استفادوا من قربهم من الحكومة على المستوى الشخصي واهملوا المطالب العامة للشيعة. بسبب المزاج العام هذا بدأ البعض يطرح فكرة الطريق الثالث وهو عدم الإصطفاف مع الحكومة أو المعارضة الجديدة، وهي الفكرة التي بدأت تلقى قبولا أكثر في الأوساط الشبابية كتعبير عن عدم الرضا عن الحكومة والمعارضة معا.
البعض داخل الأوساط الشيعية ذهب إلى ما هو أبعد من ذلك من خلال طرح سؤال حول ضرورة وجود رؤية استراتيجية لخيارات الشيعة في الكويت من حيث الموقف الذي ينبغي أن يقفوه بين الموالاة والمعارضة بدلا من المراوحة في التعامل مع الواقع بردات الفعل، وخاصة أن الأيام المقبلة حبلى بالأحداث المفصلية، وهو ما سنعرض له في مقام أخر.
 
د. صلاح الفضلي

 موضوع متصل:

http://www.alaan.cc/pagedetails.asp?nid=82886&cid=47

كتب - صلاح الفضلي

تعليقات

اكتب تعليقك