علي البغلي يهاجم ضريبة العقار وقبيضة الصحافة

الاقتصاد الآن

396 مشاهدات 0

علي أحمد البغلي



مجلس أمتنا وأعضاؤه الذين لم نر من الكثير منهم إلا اختلاق الأزمات والأذية للمجتمع والمواطن، ودائماً ما يكون اختلاق الأزمات والأذية التي تلحق بالمواطن مغلفة بغلاف المصلحة العامة ومصلحة المواطن والمواطنين، إلى آخر تلك الكليشيهات المكررة! وأحد القوانين التي أثرت في معيشة مئات المواطنين الشباب بالسلب، ولم تخلق نفعاً للمجتمع ـ قولاً واحداً ـ هو قانون فرض ضريبة على الأراضي الفضاء في المناطق السكنية لمن يملك أكثر من 5000 متر، وهذا القانون ظاهره رحمة، وباطنه كما تمخض هو عذاب جهنم! وهو قانون كان أساسه تجريم أو إيقاع العقوبة المالية على محتكري الأراضي السكنية والمضاربين والمحتفظين بها، منعاً لزيادة قيمتها، تبين للكل أنه بعد أن أصبح نافذاً أن قيمة الأراضي لم تتأثر بالانخفاض، بل بزيادات فلكية، فقسائم جنوب السرة، التي كانت عند إقراره لا تجاوز قيمتها 150 ألف دينار، أصبحت الآن في حدود الـ 400 ألف دينار «خوش مكافحة احتكار»‍‍!

***

ولكن الطامة الكبرى ليست فقط في زيادة أسعار قسائم الخاص زيادات فلكية بعد إقرار ذلك القانون، ولكن ما ترتب عليه هو كارثة أكبر، فالشباب الذين اشتروا قسائم السكن الخاص وعمّروها بأموال من عرق جبينهم ديناراً ديناراً، ويريدون الآن تحويلها إلى أسمائهم بعد أن سددوا كل أقساط ثمنها للجهة الممولة (مؤسسات مالية إسلامية)، بنظام «الإيجارة المنتهية بتملك»، قيل لهم إن ذلك متعذر ما لم يسددوا رسوم قانون «الغضب العقاري»، وهي تتراوح بين 10 و30 ألف دينار على أدنى حد! حيث إن العقار مازال مسجلاً باسم البائع، ولم يتم التداول عليه لمدة طويلة، لذا فإن الرسوم التي فرضها القانون مستحقة عليه.

***

الشباب يقولون إننا لا نملك غير قطعة الأرض هذه، والرسوم لا تنطبق علينا! يرد التسجيل العقاري ووزارة المالية بالقول: «إن العقار مسجل باسم المؤسسة المالية الإسلامية المقرضة لسنوات طويلة، فيجب سداد الرسم القانوني»، المؤسسة المالية ترد إننا بعنا عن طريق الإيجارة المنتهية بالتملك، وهي إيجارة صورية، وحقيقتها بيع مؤجل وموقوف على شرط السداد! وهكذا ضاعت مدخرات مئات الشباب وأحلامهم، بسبب ذلك القانون العبثي الذي مرره أعضاء مجلس أمتنا الذين لا يأتي من بعضهم إلا اختلاق الأزمات والأذية باسم مصلحة الوطن والمواطن، الأمر الذي يذكّرنا بأغنية عراقية شهيرة لماجد المهندس تقول «كلك هم وأذية قلبك مو عليه!».

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

***

• هامش:

يظهر أن اصطلاح «القّبيضة» أصبح اصطلاحاً منتشراً أو مُعْدياً، فبعد قصص القبيضة من بعض أعضاء مجلس الأمة بالملايين، التي كشفتها مشكورة جريدة القبس، نجدها وصلت إلى شارع الصحافة، فأصبح البعض من مرتزقة الصحافة لقاء دراهم معدودة يهاجم فلاناً، ويرفع علاناً للسماء بشكل مباشر وغير مباشر، وكله بثمنه، ولكن بشكل مرذول ومكشوف، نحن نعلم بوجود قبّيضة في شارع صحافة كل دول العالم، ولكن قبّيضة شارع صحافتنا من أصحاب النفوس الدنيئة ويرضون بالقليل.. طيح الله حظكم، قديماً قالوا «إن سرقت اسرق جمل»!

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك