وليد الجاسم لايتمنى دخول الكويت على مرحلة سوداوية بالشكل الذي طرحته دراسة ناصر الفضالة، ولم يقرأها مسئول
زاوية الكتابكتب سبتمبر 19, 2011, 12:25 ص 1305 مشاهدات 0
الوطن
«اضمحلال» ناصر الفضالة!.. «العوض على الله»
وليد جاسم الجاسم
لا أختلف كثيراً مع الشاب ناصر محمد الفضالة الذي نشرت «الوطن» وعلى مدى ثلاثة أيام (13 و 14 و 15 سبتمبر) دراسة له تحذر من دخول الكويت في حالة من «الاضمحلال السياسي»، وانها باتت مهددة وبقوة بسبب هذه الحالة التي لا تجد طرفاً قادراً على علاجها.
وقد حذَّرَتْ الدراسة من الازمة السياسية المتصاعدة في الكويت، ومن الصراع الاجتماعي المتواصل والاستخدام السياسي المتصاعد للشارع.
كما طرحت الدراسة رؤية حول ثقافة (الاستحقاق) الجديدة التي تلازم حالة (العصرنة السريعة) التي مرت على البلاد. وأشارت الى «التحرر الكامل» الذي تمر به العملية السياسية، شارحة كيف ان كل ذلك يصب لصالح تعزيز فوضى المشهد السياسي، وكيف أن هذه الفوضى دليل على بدء الاضمحلال السياسي والذي من أهم مؤشراته الآن وجود «حكومة لا تحكم».
ولفتت الدراسة الى اشكاليات حقيقية تواجه المخرج الوحيد من حالة الاضمحلال والفوضى، وهو الاصلاح، حيث يواجه الاصلاح اشكالات ومعضلات ابرزها ان الشعب نفسه لن يقبل اصلاحاً يدفع هو ثمنه.
ومن هنا استنتج ناصر الفضالة ان الفوضى الموجودة في طريقها إلى التصاعد وليس إلى الضمور، وحذر من ان أي عجز مالي يضرب الكويت سيكون أخطر كثيراً من أي عجز سبق أن مرت به بلادنا، وذلك بحكم الواقع الجديد الذي نحياه.
وفوق كل ذلك، رأى الفضالة ان عامل الوقت نفسه صار لاعباً مضاداً للاصلاح يتضافر مع العناصر الأخرى المناوئة له، وكأنه يقول.. «فات زمن الاصلاح».
تلك كانت ملامح سريعة ومختصرة جداً من فحوى الدراسة التي أنصح بالرجوع إليها وقراءتها، رغم ان اختلافي معها يتركز في كوني أكثر تفاؤلاً بان النهاية ليست بالضرورة سوداوية بنفس السواد الذي يراه صاحب الدراسة.
لكن المفاجأة كانت في أن نشر الدراسة وفرّ لي سبباً اضافياً للاقتناع بدخول بلادنا حالة الاضمحلال وزيادة جرعة التشاؤم في ذاتي، يتمثل في أن هذه الدراسة التي حظيت باهتمام العديد من القراء لم تلق أي رد فعل او تساؤل أو استفسار.. أو حتى أي علامة استفهام يطرحها اي واحد من جيوش المستشارين الجرارة التي تملأ دواوين ووزارات الدولة وأجهزتها الامنية والاستراتيجية.
جهاز الامن الوطني ماذا يفعل؟.. هل قرأ احد من مسؤوليه أو مستشاريه هذه (الدراسة.. الصرخة)؟.. أين مستشارو الدواوين الحساسة؟. وهل قرؤوها؟؟.. وأين أساتذة الاجتماع؟.. هل حلل أحدهم إلى أي حد يتملك اليأس نفوس شبابنا؟
هل قرأها أساتذة السياسة؟.. هل قرأها احد ممن اوكل مصير بلادنا وابنائها لهم؟ هل قرأها النواب والوزراء؟.. أم أنهم جميعاً غارقون في الحالة الكويتية اليومية، يعيشون (يوم بيوم.. والرزق على الله).
حقاً لا أتمنى ان تكون الكويت مقبلة على مرحلة سوداوية بالشكل الذي طرحته الدراسة التي يجب ألا تمر مرور الكرام، ولكن «تبّلد» ردود الافعال ممن يفترض بهم الاحساس بالمسؤولية يجعلنا نقول: «العوض على الله»!
وليد جاسم الجاسم
تعليقات