الويل للكويت من أى حكومة منتخبة، هذا رأى باسل الجاسر، متمنيا ألا يُقدر الله ذلك
زاوية الكتابكتب سبتمبر 17, 2011, 11:20 م 992 مشاهدات 0
الأنباء
وويل للكويت من الحكومة المنتخبة
الأحد 18 سبتمبر 2011 - الأنباء
الصرعة الجديدة لبعض القوى المعارضة هي حكاية الحكومة المنتخبة والمطالبة بها والخروج للشارع من أجلها، هكذا ببساطة وسذاجة منقطعة النظير ومن دون ادراك للمحاذير والمخاطر التي ستنعكس على هذا الوطن العزيز وأهله الكرام، ومع ذلك فإنني سأرخي العنان للخيال ونفترض حدوث تعديل دستوري يتيح ولادة حكومة منتخبة (لا قدر الله ولا سمح على الأقل بالمدى المنظور) وعلى هذا تمت الانتخابات ومعلوم للكافة أن أحدا من التيارات السياسية أو القوى القبلية أو الطائفية التي تشكل في مجملها بالإضافة إلى المستقلين مكونات المجتمع والشارع السياسي الكويتي، لا يستطيع تحقيق أغلبية مطلقة، وقد رأينا هذا بوضوح وجلاء منذ انتخابات 63 ومن خلال الدوائر العشر أو الخمس والعشرين أو الخمس دوائر ودائما المخرجات لا تختلف وهي كما هي النتيجة بالمعتاد حيث تفرز الانتخابات جميع تشكيلات وتنويعات الشارع دون أن يحقق أحد من الأطراف كسر هذه التركيبة من تحقيق فوز بالأغلبية أي النصف +1 أو ستة وعشرين كرسيا من الخمسين كرسيا، بل ان أكبر عدد من الكراسي حققه مكون من مكونات المجتمع الكويتي هو ما حققته قبيلة العوازم وهو عشرة كراسي.
وهذا بطبيعة الحال لن يتيح لها تشكيل الحكومة إلا بالتعاون مع باقي المكونات من تيارات سياسية أو قبلية أو طائفية وليس طرفا واحدا أو طرفين بل على الأقل خمسة أو أربعة أطراف على أن يكون اثنان منها على الأقل أطرافا قبلية أو طائفية (لأنها الوحيدة التي تأتي بأرقام نيابية معتبرة) وبالتالي ستشكل الحكومة أربعة أو خمسة أطراف، وسيتقاسمون الوزارات قسمة شرعية لأن أحدا لن يستطيع محاسبتهم في مجلس الأمة لأنهم الأغلبية ليتحول بذلك مجلس الأمة الى هايد بارك فقط لا غير، فتهمش باقي المكونات سواء كانوا جماعات سياسية أو قبلية أو مستقلين!
وهنا قد يقول قائل: هذا لن يكون بالدائرة الواحدة ووفق القوائم والتصويت النسبي.. فنقول: هذا سيفرز ذات النتيجة لأن أعداد الناخبين معلومة للجميع وكل ما سيتغير هو أنه ستبدأ التحالفات قبل الانتخابات وليس بعد ظهور النتائج فقط لا غير، فهذا هو المجتمع الكويتي وهذه مكوناته ولن تتغير نتائج الانتخابات بزيادة أو تقليص عدد الدوائر لكن الذي سيتغير في مثل هذه الأحوال هو التحالفات ومواعيدها، فهل هناك كويتي يريد للكويت هذه الأيلولة سواء كان قبليا أو حضريا، سنيا أو شيعيا، مجنونا كان أو عاقلا؟! لذلك فانني أقول للجميع: اتقوا الله بالكويت واتقوا الله بما ننعم به من نعم حبانا بها الباري عز وجل فلنحمده ونشكره لتدوم علينا نعمه وتزيد، ولنكف عن البطر الذي به تزول ـ لا قدر الله ـ النعم.
أقول ما قلت وأستدرك بأن المآل سيكون للحكومة المنتخبة ولكن بعد أن ننجح في الاستفادة من ديموقراطيتنا ونعرف كجمهور ناخبين كيف ننتخب بعيدا عن انتمائنا العرقي أو الحزبي أو المنفعي وننتخب الأصلح ولا نقدسه ونمنحه الفرصة ونحاسبه على أساس ما طرحه أثناء الانتخابات فإن أنجز ما قال فأهلا ومرحبا وان لم ينجز سوى الخطب والصراخ قلنا له استرح في بيتك فأسرتك أولى بك، أما قبل هذا فإن هناك من يقول عن الحكومة المنتخبة انها قفزة للمجهول وأنا أقول انه ليس مجهولا بل انها قفزة للهاوية المعلومة لا قدر الله ولا سمح، وحفظ الله الكويت وأهلها من كل شر ومكروه.
تعليقات