أحمد شمس الدين يدعو فى مقاله إلى أشتراط الفحص الفني للبشر كما السيارات ، خاصة المرشحين للمجلس لضمان خلوهم من جميع الممنوعات العقدية والنفسية والمصلحية والفئوية والطائفية
زاوية الكتابكتب يناير 9, 2008, منتصف الليل 396 مشاهدات 0
فحص فني للبشر
أحمد شمس الدين
بما ان السيارات تحتاج فحصا فنيا ودوريا كل عام، أو حسب حالة كل سيارة على حدة حتى يسمح لقائدها باستخدامها في شوارع الديرة بعد ان تجتاز الفحوصات اللازمة من «صرفية» تتسبب في خروج دخان ابيض او ازرق او حتى اسود يعمل على تلويث البيئة والبشر، او متانة وسلامة الاضاءات والاشارات مرورا بجمال الهيئة واللون، كذلك فان بعض النوعيات من البشر تحتاج عقولهم واتجاهاتهم وانتماءاتهم الى فحص فني شبيه باجراءات سلامة السيارات للتأكد من خلوهم وخلو امخختهم من اي ترسبات ضارة تلقي بظلالها وبواقيها السوداء شرا ووبالا على الآخرين، وكذلك صفاء نفسياتهم من العقد والامراض التي ستنتقل عدواها الى الاصحاء كما النار في الهشيم لتحول حياتهم جحيما وبؤسا، وكذلك نقاء سرائرهم من الحسد القاتل الذي اوصلنا الى ما نحن فيه من جمود في كل شيء وتخلف ما بعده تخلف ومع مرتبة الشرف!
ترك اصحاب العقول المهزوزة والنفسيات المرجوجة والانتماءات غير الواضحة وعشاق حسد الآخرين هكذا يسرحون ويمرحون دونما رقابة او رقيب ومن دون فحص فني معتمد لا يداخله شك او واسطة، اضحى امرا خطيرا يصيب المجتمعات بكل انواع الملوثات البصرية والنفسية والعقلية، بعد ان تنقل عدواهم لنا اما من خلال المنتديات او اماكن العمل وإما تحت قبة البرلمان عندما يخرج علينا نفر من النواب ممن لم يمروا على اقسام الفحص الفني للعقول في المحافظات الست.
والحال هكذا وبعد ان طغت عنتريات اولئك النفر من بعض النواب على كل شيء في ربوع دولة الكويت وضواحيها، واضحى صراخهم سيد المواقف في كل شيء، ولم يعد يهمهم صغير وكبير، فالكل عندهم ضحية وجب نهشها وبجميع اساليب التلوث العقلي واللساني والنفسي! وحيث ان بوادر الحل باتت تلوح في الافق، فاننا نقترح اضافة شرط اساسي لقبول اوراق الراغبين في الترشح لعضوية المجلس القادم وللمناصب القيادية العليا في الدولة، وهو تقديم ما سيثبت خلوهم من جميع الممنوعات العقدية والنفسية والمصلحية والفئوية والطائفية والقبلية، شريطة اعتماد شهادة الفحص الفني للبشر من جهات رسمية معتمدة وبتوقيع اكثر من طبيب يؤكد ان حاملي هذه الشهادة مؤهلون لتحمل مسؤوليات التشريع ورسم الخطط والمخططات كل في مجال اختصاصه، خدمة لشعب ابتلي مؤخرا بكل انواع الملوثات والتخلفات العمرانية والادارية والفنية والاجتماعية، وتجمدت الدماء في اوصال طموحاته الى درجة اعادته الى الوراء، فتحول مجد الازدهار وجوهره الماضي التليد الى الاشقاء في دول مجلس التعاون التي تمكنت وبحكمة قياداتها غير المقيدة، ودعم شعوبها من القفز على كل انواع العقد والتخلف البشري المقيت والمميت!
ترى هل سيأتي اليوم الذي نجد فيه مراكز رسمية معتمدة لفحص عقليات الشرائح سالفة الذكر من النواب والمسؤولين، كي نضمن سلاسة في الاداء وسلامة في التعامل، وتحت مسمى فحص فني للبشر بجميع احجامهم واوزانهم وتوجهاتهم ومشاربهم اسوة باقسام ومراكز الفحص الفني للسيارات بكل موديلاتها وسلندراتها؟ ام اننا سنظل مبتلين بجميع انواع الملوثات البشرية القاتلة؟!
القبس
تعليقات