افتتاحية الوطن تتمني أن يكون الكشف عن فساد الكبار هو عنوان المرحلة القادمة

زاوية الكتاب

كتب 658 مشاهدات 0


 

الوطن

 

 

 

كلمة الوطن

 

لنكشف باقي جبل الفساد

 

الوطن

 

 

 

رغم السوداوية الشكلية للأوضاع السياسية الراهنة، خصوصاً مع تكشف «فضيحة الفضائح» المتمثلة في الأرصدة المليونية للنواب المرتشين، إلا أن الأمر لا يخلو من بارقة نور وأمل تتمثل في الموقف الشجاع الذي أقدمت عليه البنوك رغم إدراكها مدى خطورة الأمر، خاصة وأنه يرتبط بجهات حكومية وبنواب تعتمد عليهم الحكومة اعتماداً كبيراً، وربما يتضافر الطرفان ضد هذه البنوك مستقبلاً وتحارب في أعمالها ومصالحها.

لكن البنوك آثرت التزام القانون في النهاية، وهذا الموقف الشجاع الذي اتخذته البنوك رغم إدراكها ما وراء هذه الرشاوى والأخطار المحتملة يستحق الإشادة حتى لو كان متأخراً، مثلما يستحق الإشادة موقف الزميلة «القبس» التي امتلكت المعلومة.. ثم الجرأة على نشرها.. ثم القدرة على متابعتها وإثباتها.

ولا بد من توجيه شكر خاص ومستحق إلى بنك الكويت المركزي الذي كانت ومازالت لتعليماته الواضحة دورها في التزام البنوك بالقوانين وتطبيقها دون مجاملة أو محاباة لأي طرف، وهذا باقرار المصارف ذاتها.

والآن، هل تتوقف عجلة الحقيقة هنا؟.. لا يكفي ذلك بالتأكيد، فما تم الكشف عنه حتى الآن يبدو ليس أكثر من قمة جبل الجليد الكبير الغاطس تحت مياه آسنة في محيط الفساد.

نعم.. ما تم الكشف عنه حتى الآن ليس أكثر من رشاوى الصغار وفسادهم، وهم ليسوا أكثر من أدوات، ولكن لابد من مضي عجلة الحقيقة والقانون قدماً لكشف الكبار، الكبار الذين دخلت بأسمائهم وبأسماء شركاتهم مئات الملايين، إن لم تكن مليارات من المناقصات الحكومية التنفيعية.

إن انكشاف أمر «القبّيضة الصغار» لا يجب أن يدفعنا نحو الرضا والاكتفاء، بل يجب أن يولد الحافز في نفوسنا جميعاً لمواجهة الفساد منتهزين هذه الفرصة الهامة.

فالفساد الموجود في المناقصات، والفساد الموجود في التعيينات التي تخلق المناقصات يفوق وبمراحل ما تم الكشف عنه، ولهذا يجب أن يكون الكشف عن فساد الكبار هو عنوان المرحلة القادمة قبل أن يقوم الفاسدون الكبار بتقديم الفاسدين الصغار قرباناً على مذبح الفساد يوارون به سوءاتهم.

 

الوطن

 

الوطن

تعليقات

اكتب تعليقك