الزيد يكشف سكوت قوى الفساد وأصحاب المصالح ?!

حديث مع الشباب (٢)

زايد الزيد

استكمالا للمقال السابق والذي نقلت فيه جزء من حديث متبادل مع شباب متحمس لانتشال الكويت من الوضع المتردي الذي تشهده في كل مناحيها ،  نواصل نقل جوانب أخرى من الحديث في هذا المقال ، فلقد ذكرت للشباب كمثال على انتقائية قوى الفساد التي تدعي حرصها على المال العام ، ذكرت لهم مثال تعاملهم مع ديوان المحاسبة ، وخاصة في قضية طوارئ سكراب كهرباء ٢٠٠٧ ،التي التهمت ٤٠٨ مليون دينار ، من أموالنا وأموال أولادنا ، وظلت القضية رغم كبر المبالغ التي ضيعت فيها وورغم الاستهتار في تمريرها عبر اجراءات هزلية لم يسبق أن مورست في مشروع سرقة من قبل ، ظلت رغم ذلك تراوح لمدة ثلاثة سنوات من دون ان تلقى الاهتمام الذي يتناسب وحجمها ، لماذا ؟! لأن قوى الفساد التي ترفع شعارات الدفاع عن المال العام وحمايته زورا وبهتانا ، ساندت المسؤولين الفاسدين في ديوان المحاسبة الذين شاركوا في تمرير فضيحة سكراب الطوارئ ، ساندتهم في مجلس الأمة وفي الصحافة ومختلف وسائل الاعلام ، وساندتهم عند اصحاب ' الدواوين ' المهمة لان قوى الفساد و ' أصحاب المصالح ' لايبرحون مفارقة تلك ' الدواوين ' ليكونوا دائماً بالقرب من اصحاب القرار ، كما فصلنا من قبل في سلسلة مقالات عن الموضوع !
قلت أيضاً للشباب : لقد قررت النيابة العامة الإفراج عن وكيل ديوان المحاسبة عبدالعزيز الرومي بعد دفع كفالة قدرها الف دينار ، مايعني فداحة الاتهامات التي يواجهها ، ومع ذلك سكتت قوى الفساد و ' اصحاب المصالح ' عن هذا الأمر ، تسترت حتى على أخبار القضية في وسائل أعلامها ،  وحينما طالبت كتلتي العمل الشعبي والتنمية والإصلاح البرلمانيتين إيقاف مسؤولي ديوان المحاسبة الفاسدين المتورطين في فضيحة سكراب الطوارئ الى حين الفصل في القضية ، ضغطت قوى الفساد و ' اصحاب المصالح ' في الاتجاه المعاكس عتد اصحاب القرار لعدم إيقاف الفاسدين عن العمل ، وقد كان !
فلماذا وحدها فضيحة ال أرصدة المالية المتراكمة لدى النواب يتحمس لها ' قوى الفساد واصحاب المصالح ' ويتركون قضايا الفساد الاخرى الاكثر وضوحا والأوفر أدلة مثل فضيحة سكراب الطوارئ ؟!
فمثلما تستروا على فضيحة رشوة شركة سيمنس وبنك الخليج وغيرها من جرائم الاعتداء على المال العام ، تواطؤا على دفن جريمة سكراب الطوارئ ، وساندوا المسؤلين الفاسدين في ديوان المحاسبة الذين مرورها !!
لذا أقول ان تبني كل قضايا الفساد يفضح قوى الفساد و ' اصحاب المصالح ' الانتقائيين ، ويفضح أسباب هذه الانتقائية التي تستند على دوافع مصلحية خاصة وعلى نوازع فئوية بغيضة ومريضة !!

وللحديث بقية ..