خالد العبيدي يرى أن النواب هم سبب تراكم طلبات الإسكان ، داعيا إلى الالتفات إلى ماتفعله إسرائيل فى المتجنسين الجدد بالنسبة لمشكلة السكن

زاوية الكتاب

كتب 545 مشاهدات 0



الجنسية الكويتية والإسرائيلية     
خالد صالح العبيدي

التناقضات كثيرة بالكويت،‮ ‬ولا‮ ‬يجد أي‮ ‬كاتب صحافي‮ ‬صعوبة في‮ ‬كتابة مقال‮ ‬يومي‮-‬لدرجة انني‮ ‬شخصيا لدي‮ ‬من المقالات كرصيد ما‮ ‬يكفيني‮ ‬ويشبع شهية مدير التحرير لمدة شهرين مقبلين ولو طلبهم مني‮ ‬سأقدمهم اليه فورا‮- ‬ولكن هل‮ ‬يعتبر هذا في‮ ‬العرف الصحافي‮ ‬انجازا صحافيا،‮ ‬بالطبع لا،‮ ‬فالكتابة اليومية عملية شاقة جدا وتتطلب الكثير من المجهود وتأخذ الكثير من الوقت،‮ ‬اما في‮ ‬ظل هذه الأوضاع المأساوية التي‮ ‬تمر بها البلاد بسبب التخبط الحكومي‮ ‬والنيابي‮ ‬تجد ان الكتابة اليومية من أسهل ما‮ ‬يمكن،‮ ‬فأنت ككاتب لا تحتاج‮  ‬الى ان تفكر بفكرة للكتابة عنها،‮ ‬لأن في‮ ‬هذه الظروف الكاتب‮ ‬يواجه مشكلة واحدة وهي‮ ‬تزاحم الأفكار لديه وأولويتها والصعوبة في‮ ‬اختيار احدى تلك الافكار‮. ‬وزارة الاسكان والهيئة العامة للاسكان تنفذ مشاريع سكنية كل عام،‮ ‬وتدعو المواطنين لاستلام بيوتهم كل حسب اقدميته،‮ ‬ومجموع ما تنفذه الوزارة سنويا من مساكن او قسائم‮ ‬يتراوح بين‮ (‬500‮) ‬و‮(‬2000‮) ‬وحدة سكنية،‮ ‬وفي‮ ‬المقابل لديها طلبات متراكمة‮ ‬يقدر عددها بـ‮(‬65‮) ‬الف طلب تقريبا،‮ ‬وتضاف اليها طلبات سنوية بقدر ما توزع من مساكن سنوية،‮ ‬وفي‮ ‬المقابل‮ ‬يقترح النواب كل سنة تجنيس‮ (‬2000‮) ‬شخص،‮ ‬والألفين‮ ‬يتبعهم‮ (‬4000‮) ‬شخص من أسرهم‮. ‬تخبط واضح من الحكومة والنواب ولا‮ ‬يحتاج لشرح مفصل،‮ ‬والحقيقة ان النواب‮ ‬يسعون لخدمة‮ ‬غير الكويتي‮ ‬على الكويتي،‮ ‬ويتعمدون مزاحمة المواطنين ويأتون بمواطنين جدد‮ ‬يأخذون الدور الاسكاني‮ ‬من المواطنين القدامى،‮ ‬ويعرقلون سرعة حصول المواطن على سكن ويتسببون في‮ ‬تراكم الطلبات السكنية ويناقضون انفسهم بأن لديهم لجنة برلمانية تختص بشؤون الاسكان لكن‮ ‬غاب عنها ما‮ ‬يتسبب به التجنيس من استفحال المعضلة الاسكانية‮. ‬في‮ ‬اسرائىل تقام المستعمرات والمدن السكنية وتجهز لها البنية التحتية وينشئون لها الخدمات التعليمية والصحية والأمنية والخدمية وتؤثث تلك المساكن وتجهز،‮ ‬فعندما تجهز المدينة السكنية‮ ‬يأتون باليهود وبأعداد لا تتجاوز ما لديهم من وحدات سكنية،‮ ‬ويمنحونهم الجنسية الاسرائيلية،‮ ‬وليس ذلك فقط فهم‮ ‬يؤمنون الوظائف لهؤلاء قبل تجنيسهم،‮ ‬وهكذا تسير الأمور بسلاسة وهدوء،‮ ‬فهم متيقنين انه لا أرض لهم سوى اسرائىل ولذلك‮ ‬يحبون بلدهم ويخدمونه ولا‮ ‬يجاملون احدا على حساب دولتهم،‮ ‬بل ولا‮ ‬يجرؤ اي‮ ‬اسرائيلي‮ ‬مهما كان منصبه سواء من الحكومة او من النواب ان‮ ‬يحاول مجرد محاولة ان‮ ‬يتوسط لأحد بالحصول على جنسية او‮ ‬يتدخل بالتركيبة السكانية المرسومة لإسرائيل‮. ‬أما نوابنا الكرام ووزراؤنا الأفاضل فلا‮ ‬يجدون حرجا في‮ ‬مجاملة من‮ ‬يرون للحصول على الجنسية الكويتية،‮ ‬ولكن اذا كان ذلك لابد منه فنرجوكم كل الرجاء ان تفكروا بالمواطنين الذين‮ ‬ينتظرون الوظائف والمساكن،‮ ‬ونسألكم بالله ان تكفوا أذاكم عنا فقد تأذينا منكم ومن فلسفتكم وبلاويكم وتخبطكم ومهاتراتكم،‮ ‬فالواضح انه ليس لديكم خطط للنهوض بالبلاد وليس لديكم ادنى معرفة في‮ ‬شؤون العباد،‮ ‬وانكم تغردون خارج السرب،‮ ‬لقينا من العقوبة ما لقيناه عندما انتخبناكم وعانينا ما عانيناه،‮ ‬أما آن الأوان أن نتخلص منكم ام انتم عملنا السيئ الملاصق لنا،‮ ‬لم‮ ‬يمر علينا أطول من هذا المجلس الذي‮ ‬لم‮ ‬يكمل حتى نصف مدته‮. ‬كلمة أخيرة للنواب وكل من ساهم في‮ ‬تجنيس‮ ‬غير المستحقين،‮ ‬نقول لهم مبروك عليكم ميرزا وغلام ومبروك عليكم شخير وخضير ومبروك عليكم بسيوني‮ ‬وقوقه،‮ ‬واستذكر في‮ ‬هذه المناسبة التعيسة الأغنية العدنية المشهورة‮: »‬على مسيري‮ ‬على مسيري‮ ‬ولا موذي‮ ‬ولا شيطان‮«.‬

 

الشاهد

تعليقات

اكتب تعليقك