خالد العبيدي يرى أن النواب هم سبب تراكم طلبات الإسكان ، داعيا إلى الالتفات إلى ماتفعله إسرائيل فى المتجنسين الجدد بالنسبة لمشكلة السكن
زاوية الكتابكتب يناير 7, 2008, منتصف الليل 545 مشاهدات 0
الجنسية الكويتية والإسرائيلية
خالد صالح العبيدي
التناقضات كثيرة بالكويت، ولا يجد أي كاتب صحافي صعوبة في كتابة مقال يومي-لدرجة انني شخصيا لدي من المقالات كرصيد ما يكفيني ويشبع شهية مدير التحرير لمدة شهرين مقبلين ولو طلبهم مني سأقدمهم اليه فورا- ولكن هل يعتبر هذا في العرف الصحافي انجازا صحافيا، بالطبع لا، فالكتابة اليومية عملية شاقة جدا وتتطلب الكثير من المجهود وتأخذ الكثير من الوقت، اما في ظل هذه الأوضاع المأساوية التي تمر بها البلاد بسبب التخبط الحكومي والنيابي تجد ان الكتابة اليومية من أسهل ما يمكن، فأنت ككاتب لا تحتاج الى ان تفكر بفكرة للكتابة عنها، لأن في هذه الظروف الكاتب يواجه مشكلة واحدة وهي تزاحم الأفكار لديه وأولويتها والصعوبة في اختيار احدى تلك الافكار. وزارة الاسكان والهيئة العامة للاسكان تنفذ مشاريع سكنية كل عام، وتدعو المواطنين لاستلام بيوتهم كل حسب اقدميته، ومجموع ما تنفذه الوزارة سنويا من مساكن او قسائم يتراوح بين (500) و(2000) وحدة سكنية، وفي المقابل لديها طلبات متراكمة يقدر عددها بـ(65) الف طلب تقريبا، وتضاف اليها طلبات سنوية بقدر ما توزع من مساكن سنوية، وفي المقابل يقترح النواب كل سنة تجنيس (2000) شخص، والألفين يتبعهم (4000) شخص من أسرهم. تخبط واضح من الحكومة والنواب ولا يحتاج لشرح مفصل، والحقيقة ان النواب يسعون لخدمة غير الكويتي على الكويتي، ويتعمدون مزاحمة المواطنين ويأتون بمواطنين جدد يأخذون الدور الاسكاني من المواطنين القدامى، ويعرقلون سرعة حصول المواطن على سكن ويتسببون في تراكم الطلبات السكنية ويناقضون انفسهم بأن لديهم لجنة برلمانية تختص بشؤون الاسكان لكن غاب عنها ما يتسبب به التجنيس من استفحال المعضلة الاسكانية. في اسرائىل تقام المستعمرات والمدن السكنية وتجهز لها البنية التحتية وينشئون لها الخدمات التعليمية والصحية والأمنية والخدمية وتؤثث تلك المساكن وتجهز، فعندما تجهز المدينة السكنية يأتون باليهود وبأعداد لا تتجاوز ما لديهم من وحدات سكنية، ويمنحونهم الجنسية الاسرائيلية، وليس ذلك فقط فهم يؤمنون الوظائف لهؤلاء قبل تجنيسهم، وهكذا تسير الأمور بسلاسة وهدوء، فهم متيقنين انه لا أرض لهم سوى اسرائىل ولذلك يحبون بلدهم ويخدمونه ولا يجاملون احدا على حساب دولتهم، بل ولا يجرؤ اي اسرائيلي مهما كان منصبه سواء من الحكومة او من النواب ان يحاول مجرد محاولة ان يتوسط لأحد بالحصول على جنسية او يتدخل بالتركيبة السكانية المرسومة لإسرائيل. أما نوابنا الكرام ووزراؤنا الأفاضل فلا يجدون حرجا في مجاملة من يرون للحصول على الجنسية الكويتية، ولكن اذا كان ذلك لابد منه فنرجوكم كل الرجاء ان تفكروا بالمواطنين الذين ينتظرون الوظائف والمساكن، ونسألكم بالله ان تكفوا أذاكم عنا فقد تأذينا منكم ومن فلسفتكم وبلاويكم وتخبطكم ومهاتراتكم، فالواضح انه ليس لديكم خطط للنهوض بالبلاد وليس لديكم ادنى معرفة في شؤون العباد، وانكم تغردون خارج السرب، لقينا من العقوبة ما لقيناه عندما انتخبناكم وعانينا ما عانيناه، أما آن الأوان أن نتخلص منكم ام انتم عملنا السيئ الملاصق لنا، لم يمر علينا أطول من هذا المجلس الذي لم يكمل حتى نصف مدته. كلمة أخيرة للنواب وكل من ساهم في تجنيس غير المستحقين، نقول لهم مبروك عليكم ميرزا وغلام ومبروك عليكم شخير وخضير ومبروك عليكم بسيوني وقوقه، واستذكر في هذه المناسبة التعيسة الأغنية العدنية المشهورة: »على مسيري على مسيري ولا موذي ولا شيطان«.
تعليقات