بدر خالد البحر يخشي أن تتحول هيئة محاربة الفساد إلى خيال مآتة تحط عليها غربان الفساد
زاوية الكتابكتب أغسطس 28, 2011, 1:30 ص 1777 مشاهدات 0
القبس
زاوية حادة
هيئة محاربة الفساد
كتب بدر خالد البحر :
مع البون الشاسع الذي لا يدع إلا مجالا ضيقا جدا للمقارنة، تصريح الحكومة السورية بأنها تحارب العناصر المسلحة التي تقتل المواطنين والجنود، يذكرنا بتصريح حكومتنا بأنها سوف تحارب الفساد وتنشئ هيئة لمحاربته، الحكومة السورية مجرمة وعرفناها، أما حكومتنا فدمها عسل وتنكّت أيضا! لقد كنا نقول «الكويت قبل وبعد الغزو»، ثم جاء منعطف افتضاح المال السياسي فصرنا نقول «الكويت قبل وبعد فضيحة الشيكات» التي كشفها النائب الفاضل د. فيصل المسلم الذي يسوى برلمان بحاله، ثم واستمررنا منعطفين حتى فجرت القبس (النائب الواحد والخمسون) على هذا المنعطف فضيحة تحويلات الملايين للنواب، وإلى الآن حكومتنا لا ترى تقصيرها! كالمثل الشعبي «العنز لا ترى مؤخرتها».
إذا كان قانون الجزاء الكويتي رقم 16 لسنة 60، وتعديلاته برقم 31 لسنة 70 وقانون رقم 17 لسنة 60 وقانون حماية الأموال العامة لسنة 93، كلها لا تكفي لتعريف ومعاقبة الموظف الحكومي الفاسد والراشي والمرتشي، فهل إنشاء هيئة لمحاربة الفساد ستكون هي الحل؟!
لذا نقول للحكومة والحزن الشديد يعترينا، عيب! فعقولنا أكبر من ان تحتقر وثقافتنا أعمق من أن تسفه، وإدراكنا أوعى من أن يستغفل، فعلا تعبنا، ولذلك نود أن نسجي للحكومة نصيحة، لأن الحل ليس في إنشاء الهيئة بل في إعادة هيكلة منصب رئيس الوزراء الذي كلفنا كثيرا خلال ست سنوات، أي أن الحل بإلغاء العرف الذي ينص على أن يكون رئيس الوزراء من الأسرة الحاكمة ومن ذرية مبارك، ولنجرب معا، حكومة وشعبا، لعقد من الزمن، وهو ممكن من الناحية الدستورية لأن الدستور لم ينص على ذلك وبالتالي يصبح عند السلطة خيارات أوسع لاختيار رئيس وزراء الذي قد يكون من خارج الأسرة الحاكمة، فنجنب وننأى بمن هو مرشح بالمستقبل ليكون الذات المصونة من أن يتم تجريحه والطعن فيه بالبرلمان ولدى عامة الناس، فلا يكون منصب رئيس الوزراء بالضرورة شرطا للوصول للحكم، وبالتالي تتم محاسبة رئيس الوزراء بشدة، فيختفي الفساد من غير حاجة لهيئة لمحاربته.
***
كل ما نخشاه أن تكون هيئة محاربة الفساد فسادا في تضخيم الجهاز الإداري للدولة لأنها ستحتاج الى جيش موظفين على باب الرواتب المتورم في الميزانية، وتكون خيال مآتة تحط عليها غربان الفساد، كخيال المآتة الذي عملناه أيام الطفولة من دشداشتنا القديمة للزرازير التي صارت تقف عليه تستريح حتى تنزل لتأكل ما غرسناه من حبوب البازلاء في الحديقة.
***
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان.
بدر خالد البحر

تعليقات