كيف يتحول النائب الى مليونير خلال أشهر بسيطة، ودخله لايتجاوز 144 ألف دينار في 4 سنوات؟ .. وليد الغانم يسأل

القبس
   
خوف الحكومة والنواب من كشف الذمة المالية
كتب وليد عبدالله الغانم :
   
144ألف دينار قيمة ما يحصل عليه النائب من رواتب ومكافآت اثناء عضويته خلال اربع سنوات، وفقا لحسبة قام بها بعض المهتمين، لكن هذا لا يبدو حقيقيا من خلال تبدل أحوال بعض النواب، بعد دخولهم إلى مجلس الامة، اذ سرعان ما تتغير حياتهم واوضاعهم المالية بصورة غريبة، وغير مبررة اطلاقا.
سيارات فارهة، منازل جديدة، نشاط تجاري، دراسة ابنائهم في مدارس خاصة، عقار في الخارج، اسهم شركات ولائحة تطول جدا من التغيرات التي تطرأ على هؤلاء النواب بعد عضويتهم، وهم يفرون فرارا عظيما من سؤال واحد «من اين لك هذا؟».
غالبية النواب كانوا موظفين حكوميين، وكثير منهم لم يكن يملك منزلا خاصا، وليس معروفا نشاطه التجاري، ولا ملكه العقاري، وظروفه تشبه ظروف فئة كبيرة جدا من المواطنين. كيف يتحول الى مليونير رسمي خلال أشهر بسيطة، وكيف يمكن فصل هذا التحول المثير عن مواقفه الحكومية الصرفة في الاستجوابات والتصويتات واللجان وتصريحاته الاعلامية المستميتة في الدفاع عن الحكومة، هل هذا صدفة..؟
اصلاح العمل البرلماني في الكويت يحتاج الى ادوات جديدة وفعالة بسبب فساد ذمم بعض العاملين فيه، ومن اهم هذه الادوات قوانين مكافحة الفساد، وعلى رأسها قانون كشف الذمة المالية الذي يجب ان يكون قانونا بأنياب ومخالب، وليس قانونا هشا وفضفاضا لا يهش ولا ينش، كما يجب ان يكون لهذا القانون هيئة مستقلة تملك صلاحيات التحري عن ممتلكاتهم داخل الكويت وخارجها، والاتصال المباشر الملزم للبنوك المحلية والبنك المركزي ووزارة التجارة والتسجيل العقاري، حتى تطلع فعليا على الاوضاع المالية للنواب واقربائهم.
لقد اسس الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، قاعدة نظافة يد العاملين في الشأن العام، عندما «استعمل رجلا على صدقات بني سليم يدعى ابن اللتبية، فلما جاء حاسبه، قال هذا مالكم وهذا هدية، فقال له الرسول الكريم (صلعم)، فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقا». فما لبعض نوابنا الآن يجمعون الهدايا والسيارات والشيكات والاموال والعقارات، ولا يظنون انهم محاسبون عليها؟ يا حكومتنا ويا مجلسنا هل تفسرون لنا سبب خوفكم من قانون الذمة المالية.. والله الموفق

تغريدة اليوم قال المتنبي:
الخيل والليل والبيداء تعرفني
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
واليوم نقول:
التاج والتان والليزر يعرفني
والحف والجل والسوار والمضعد،،
 
وليد عبدالله الغانم