أساليب 'أصحاب المصالح وعقلية الإستحواذ' !
زاوية الكتابالزيد مستغربا: كيف تفشل مجموعة في عملها ، ويعاد تشكيلها للغرض ذاته ؟!
كتب أغسطس 24, 2011, 12:36 ص 2824 مشاهدات 0
' أصحاب المصالح ' وعقلية الاستحواذ ! ( 3 )
زايد الزيد
نستكمل حديثنا عن اللجنة الاستشارية الاقتصادية التي تشكلت مؤخرا ، وقد ذكرنا في المقالين السابقين ، ان أصحاب المصالح غير معنيين باصلاح الاقتصاد بتاتا ، غاية ماهنالك من وراء سعيهم الحثيث لتشكيل اللجان الاقتصادية ، انهم يحرصون على ايجاد وضع ' مؤسسي ' ، يضمن لهم دائما الاقتراب اللصيق بدوائر القرار وأصحابه ، وقد دحض الخبير الاقتصادي الاستاذ جاسم السعدون ، محاولات تهويلهم للآثار التي يمكن أن تنجم عن الازمة الاقتصادية العالمية !
للتدليل على صحة مانعتقد ، فلننظر إلى لجنة اصلاح المسار الاقتصادي ، التي تشكلت في العام 2001 ، والتي تكرر معظم أعضائها في لجنة ال ( 26 ) وفي اللجنة الاستشارية الحالية ! ولنتمعن في تصريح للدكتور يوسف الابراهيم عضو لجنة اصلاح المسار الاقتصادي بصفته وزيرا في الحكومة آنذاك ، وكان يشغل حينها أكثر الحقائب الوزارية أهمية ، وهي وزارة المالية ووزارة التخطيط ووزارة الدولة للتنمية الادارية ، الابراهيم قال في تصريح ل (كونا ) بتاريخ 11 يونيو 2001 ، إن : ' مشروع الخطة الخمسية للكويت من 2001 -2002 الى العام 2005 -2006 والتي وافق عليها مجلس الوزراء هى جزء من الاستراتيجية بعيدة المدى.
وأوضح الدكتور الابراهيم ، عقب الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء 'أن الخطة تتبنى القرارات التي توصلت اليها لجنة اصلاح المسار الاقتصادي والتوصيات التي نادى بها البنك الدولي في شأن تفعيل دور القطاع الخاص' ( انتهى الاقتباس ) ، ولنسأل الآن أعضاء اللجنة الحالية الذين كانوا في الوقت ذاته أعضاء في لجنة اصلاح المسار : أين ذهب مشروع الخطة الخمسية ؟ وأين هي الاستراتيجية بعيدة المدى ؟ بل أين هي القرارات التي توصلت إليها لجنة اصلاح المسار ؟!
ويسترسل الابراهيم في التصريح ذاته ، ليتحدث عن الأهداف التي رسمتها لجنة اصلاح المسار الاقتصادي ، والتي تبنتها الحكومة في خطتها ، فيقول : '
أن الاهداف الكمية والبرامج التنفيذية الست التي تتضمنها الخطة الخمسية هي برنامج تعزيز مباديء الامن الوطني وبرنامج اصلاح المسار الاقتصادي وبرنامج تفعيل دور القطاع الخاص وبرنامج تنمية الموارد البشرية الوطنية وبرنامج التطوير الاداري وبرنامج التعليم والتدريب ' ( انتهى الاقتباس ) ، المعروف أن أعضاء اللجنة الاستشارية الحالية لايزالون يرددون نفس الاهداف التي تحدث عنها زميلهم الابراهيم ، ألم يسأل أحد ماهو مصير تلك الأهداف!!
بعدها يكرر الابراهيم الاسطوانة المشروخة حول الاختلالت الهيكلية التي يعاني منها اقتصادنا وطرق معالجتها ، فيقول : ' أن الخطة أشارت الى التوقعات المحتملة لتوجه الاختلالات الهيكلية في الاقتصاد الكويتي اذا ما استمر الوضع كما هو عليه الان وبينت كيفية معالجة هذه الاختلالات في النشاط الاقتصادى سواء على القطاع العام والخاص' ( انتهى الاقتباس ) ، وبالطبع لم يسأل أحد من الكويتيين عن مصير تلك المعالجات ، هل نفذت أم تبخرت !
ثم أخذ الابراهيم يعطينا الشمس بيد والقمر بأخرى ، حيث : ' أوضح أن الخطة أشارت أيضا الى مشكلة العجز في الميزانية العامة للدولة واعتماد الميزانية على الايرادات النفطية كما تطرقت الى مشكلة الاختلال في التركيبة السكانية بين الكويتيين وغير الكويتيين ،
وأضاف أن مشروع الخطة يتضمن تحليلا لموءشرات تركز على تفعيل دور السياسات العامة لتهيئة المناخ الملائم لنشاط اقتصادي حر' ( انتهى الاقتباس ) .
هذا ماقاله مهندس لجنة اصلاح المسار الاقتصادي قبل عشرة سنوات بالتمام والكمال ، واليوم يعود هو و أصحابه أعضاءا باللجنة الاستشارية الحالية ، ولم يقولوا لنا هل نجحوا في لجنتهم السابقة ، أم فشلوا ؟ ومن المؤكد انهم لم ينجحوا والا لما تشكلت هذا اللجنة ، ولكن السؤال هو كيف تفشل مجموعة في عملها ، ويعاد تشكيلها للغرض ذاته ؟! قلنا في المقال الأول أن القصة كلها من تدبير ' أصحاب المصالح ' الذين يريدون الاستحواذ على مقدرات البلد وثرواتها وأموالها !!
وللحديث بقية ..
تعليقات