أحمد الصراف ينقل عن كتاب «يوم القيامة» الكيفية التي حصلت بها شركتا النفط البريطانية والأميركية على امتياز التنقيب عن النفط في الكويت

زاوية الكتاب

كتب 107 مشاهدات 0



القبس


كلام الناس
امتياز لعمل الكاز (*)
كتب أحمد الصراف :
   
لم يعرف التاريخ امبراطورية بقوة واتساع البريطانية التي سيطرت، من جزيرة صغيرة نائية، على مستعمرات لم تكن الشمس تغرب عنها، ولم يحدث ذلك مصادفة، بل لما اشتهر به الإنكليز من قوة الشكيمة والانضباطية والالتزام الدقيق بالنظام والتعامل الجدي مع كل صغيرة.
يعتبر كتاب «يوم القيامة» Doomsesday Book الذي كتب عام 1086، من أكتب سجلات التوثيق قدما في العالم، ويحتوي على بيانات احصائية طلب ملك انكلترا، وليم الأول، الفاتح، تجميعها ليعرف منْ من رعيته يمتلك ماذا. كما سبقت بريطانيا العالم في الاحتفاظ بسجل تاريخي يبين درجات الحرارة في مختلف مناطقها، واجري أو قيد فيه عام 1659.
وبمناسبة المقال الذي سبق وأن كتبناه قبل فترة عن الكيفية التي حصلت بها شركتا النفط البريطانية والأميركية على امتياز التنقيب عن النفط في الكويت، قام الصديق ضرار الغانم بإهدائي كتابا تضمن كافة المراسلات التي جرت من عام 1911 وحتى 23/12/1934، تاريخ توقيع الاتفاقية، بين الحكومة الكويتية ومختلف أطرافها. وجاء في مقدمته أن فكرة تجميع وتوثيق كل ما تعلق باتفاقية الامتياز من مراسلات ومفاوضات جاءت بمبادرة من رجل الأعمال المعروف، المرحوم يوسف أحمد الغانم، الذي تبين له عدم وجود مثل هذا السجل القيم لدى اي جهة حكومية كويتية، وبالتالي قام عام 1970، بالاتصال بوزارة الإعلام، والتي ربما كان وزيرها الشيخ جابر العلي، وحثهم على القيام بشيء من هذا الخصوص، خدمة للتاريخ، خاصة بعد أن غيّب الموت غالبية من وقعوا على تلك الاتفاقية التاريخية. وبالفعل قامت الحكومة الكويتية بتكليف أرشيبالد تشيشلوم Archibald Chishlom، آخر الموقعين الأحياء على الاتفاقية، ليقوم بمهمة تجميع مواد الكتاب، وقام الرجل، على مدى خمس سنوات، بتصوير وتوثيق وتسجيل كل ما تعلق بالاتفاقية، مستعينا بأرشيف مختلف الجهات المعنية بالأمر في بريطانيا واميركا. وتبين من قراءة بعض فصول الكتاب أن الشيخ أحمد الجابر، بالرغم من حاجته لعائدات البترول وقتها، إلى أنه لم يتسرع في منح الامتياز، وكان مفاوضا صعبا، وتحلى بصبر كبير وأظهر قدرة نادرة على التفاوض، وعدم المهادنة في غير مكانها.
إن هذه الوثيقة التي كتبت عام 1975 لم تحظ بما تستحق من اهتمام، ونتمنى قيام جهة أكاديمية متخصصة بدراسة النسخة العربية من هذا الكتاب الوثيقة، ونشرها تعميما للفائدة، وخدمة للتاريخ.
(*) هكذا ورد في نص رسالة وجهها الشيخ أحمد الجابر الصباح، ص 192، لممثله في المفاوضات، الميجور هولمز بتاريخ 2 «جولي» 1931!

أحمد الصراف

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك