عبداللطيف الدعيج يبصم بالعشرة بأن نائبا 'متكسبا' منذ الغزو حتى اليوم وراء فضيحة الأموال المشبوهة

زاوية الكتاب

كتب 1650 مشاهدات 0



القبس
الناخب يحصد ما زرع
كتب عبداللطيف الدعيج :
   
المعلومات التي كشفتها القبس والمتعلقة بوجود حسابات مشبوهة لبعض النواب، او لنائبين منهم بالتحديد، لا يمكن التثبت منها او تأكيدها بسبب قانونية سرية الحسابات المصرفية. لن يفيد اقحام النيابة العامة في الامر، فالمفترض في القبس ان تبقي مصدرها سريا ــ طبعا مع اننا في القبس لكن هناك احتمال ان تكون المعلومات بالاصل مختلقة- وهذا حقها وواجبها المهني. لذا يبقى الامل ان «يضحي» المصدر بوضعه الوظيفي وربما حريته لكشف الحرمنة والتكسب النيابي. طبعا سيكون في هذا مخالفة او حتى جريمة قانونية، ولكن هذه ضريبة الوطنية والاهتمام بالشأن العام. فهل يجرؤ «المصدر» ويتخذ هذه الخطوة الوطنية الضرورية والمطلوبة؟!
لكن بعيدا عن محاولات تأكيد صحة المعلومات من عدمها، او كشف النائبين او حتى النواب المتورطين، يبقى النظر في اصل الداء ضروريا. والبحث عن اسباب التكسب النيابي ابدى من محاولات كشفه او فضحه. نحن نردد دائما «من امن العقوبة اساء الادب»، ونحن ايضا اول من يخل بهذا المبدأ ويتغاضى عنه.
احد النواب الجاثم على صدرنا منذ التحرير وحتى الآن ، تبين تكسبه علنا وفي فضيحة واضحة تضمنت حصوله على «بيت حكومة» خارج الدور وفي موقع مميز. لكنه ظل منذ كشف «تكسبه» وحتى اليوم المرشح المفضل لناخبي دائرته، واكاد اجزم او ابصم بالعشر على انه الفارس رقم واحد في الفضيحة الحالية. مع هذا فاننا ننتخب ونعيد انتخاب هذا النائب المتكسب وغيره منذ التحرير وحتى اليوم.
ان اللوم بالاساس على الناخب الذي ما زال مع الاسف يضع الاولويات القبلية والطائفية والى حد ما العائلية قبل المصلحة الوطنية وقبل مصالحه وحقوقه هو، واللوم يقع على النواب المتذمرين من الفساد النيابي الحالي لانهم بطريقة او باخرى يحرضون على التمسك بالتعصب القبلي او الانحياز الطائفي.
ان خيارات الناخب غير الديموقراطية، بل غير السياسية هي التي تحدد طبيعة ونوعية النواب، لهذا يتم الدفع بالطالح والخائب الى مجلس الامة لان المشكلة والعلة من «الاساس»، ان اساس الاختيار رديء وغير وطني، ولذلك فان الناخب مع الاسف يحصد ما زرع.. وليس هناك من معجزة تحول البذرة الفاسدة الى زرع صالح.


القبس

تعليقات

اكتب تعليقك