الحل في حكومة انقاذ وطني لانتشالنا من حالة التدهور المريع-وائل الحساوي
زاوية الكتابكتب أغسطس 18, 2011, 12:46 ص 920 مشاهدات 0
الراى
/ نسمات / الحل في حكومة إنقاذ وطني
• سمو أمير البلاد يبدي استياءه من ممارساتنا العملية في الاقتصاد ويقول بأن «سوء استغلال الفوائض المالية أدى الى الاختلالات في اقتصادنا والتي باتت تشكل عبئا ثقيلا وهاجسا حقيقيا يهدد مستقبل البلاد»، ويقول: «وإزاء استمرار مظاهر الهدر الاستهلاكي غير المسؤول والإفراط في زيادة الانفاق الجاري غير المنتج فقد تعمقت هذه الانحرافات والاختلالات وتعقدت آثارها ونتائجها».
وقد جمع سموه لجنة استشارية تضم كبار الشخصيات الاقتصادية في البلد لدراسة الوضع واقتراح الحلول.
• وقبل أيام حذر محافظ البنك المركزي الشيخ سالم الصباح من ان الاقتصاد الكويتي به اختلالات خطرة يجب تصحيحها ويترتب عليها الكثير من المحاذير والمخاطر.
كما حذر المحافظ من ان ميزانية الكويت التي ارتفعت من 4 مليارات الى 20 مليار دينار في سنوات قليلة سببها هو المطالبات والقرارات الشعبوية وان الاستمرار بهذا النهج خطر كبير على الدولة وانه سيضعف القوة الشرائية للدينار الكويتي.
• وقبلها حذرت لجنة الميزانيات في مجلس الامة وكثير من النواب مما أسمته الميزانية المجنونة للدولة للعام المقبل وتردد الكثيرون في إقرارها.
والسؤال الذي يطرح نفسه: اذا كان جميع المسؤولين في الكويت وعلى رأسهم أمير البلاد يحذرون من الاختلالات في الاقتصاد الكويتي ومن سوء استغلال الفوائض المالية ومن مظاهر الهدر الاستهلاكي غير المسؤول والانفاق غير المنتج، فمن هي تلك الاطراف التي تخالف جميع تلك التوجهات وتصر على قيادة البلد الى كارثة اقتصادية متى ما سقطت ورقة التوت التي تسترنا اليوم ألا وهي ارتفاع أسعار النفط؟!
لا أجد إلا جوابا واحدا عن ذلك التساؤل ألا وهو الترضيات السياسية وشراء الولاءات والتي يتحمل وزرها الحكومة والمجلس، فالكل يريد ان يخرج بطلا في نظر الآخرين ويريد كسب التأييد والشعبية ولتتحمل خزينة الدولة ضريبة مغامراته السياسية الفاشلة ولسان حالهم يردد كلام الامام الشافعي:
يغُطى بالسماحة كل عيب
وكم عيب يغطيه السخاء
وفعلا فإن كثيرا من الناس لا يهمهم ما يجري من اضطرابات مالية واقتصادية على مستوى العالم ولا يهمه تلك العواصف التي تقتلع أقوى اقتصادات العالم وتحول كثيرا من الدول الغنية الى دول منهارة خلال سنوات، وكثير من الناس لا يدرك بأننا نعيش اليوم عالة على مصدر وحيد للدخل نتقلب معه في حياتنا صعودا ونزولا.
ولسنا نلوم عامة الناس فهم معذورون إن لم يدركوا أبعاد كلمات أمير البلاد ومحافظ البنك المركزي، ولكننا نلوم أولئك المغامرين وعلى رأسهم مجلس الوزراء الذي ابتعد عن دوره الحقيقي وراح ينفق من أموالنا على ترضياته التي لا تنتهي فلا تكاد تسلم مناقصة او مشروع من عقود فاسدة وتجار مستفيدين، حتى وصل الدور الى مجلس الامة الذي تم شراء ولاءات الكثير من أفراده وسخروهم في مغامراتهم الفاشلة، ولم يكتفوا بذلك حتى أضافوا لذلك الاعلام الفاسد والتعيين في المناصب المهمة والمحاصصة السياسية.
نحن بحاجة الى حكومة إنقاذ وطني تنتشلنا من ذلك التدهور المريع وليس الى لجنة لدراسة الوضع. ان استمرار ذلك الفشل سيجعل أهل الكويت يتسولون في بلاد العالم بحثا عن لقمة العيش قريبا.
د. وائل الحساوي
تعليقات